أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الثلاثاء عن منح مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار لقاء إرسال معلومات متعلقة بـ"أبو محمد الجولاني"، زعيم "هيئة تحرير الشام".
ونشر الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة"، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية على "تويتر"، تغريدة ذكر فيها أن الوزارة تبحث عن معلومات تخص القائد الأعلى لـ"تنظيم هيئة تحرير الشام".
ووفقاً لما جاء في التغريدة فإن "تحرير الشام" مسؤولة عن جرائم كثيرة بحق السوريين، مضيفةً أن "الجولاني" يتظاهر بالاهتمام بسوريا، "لكن الناس لم ينسوا جرائم تنظيمه بحقهم"، حسب التغريدة.
وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت في شهر أيار/ مايو عام 2018 بياناً أكدت فيه تعديل إدراج "جبهة النصرة"، على قائمة المنظمات الإرهابية بإضافة "هيئة تحرير الشام"، على اعتبارها مجرد اسم مستعار لـ"النصرة".
وأفاد منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية "ناثان سيلس" بأن التصنيف يسير في اتجاه أن الولايات المتحدة لا تنخدع بمحاولة القاعدة إعادة تشكيل نفسها، مضيفاً: "مهما اختلف اسم جبهة النصرة، فسوف نستمر في حرمانها من الموارد التي تسعى إليها بغية تعزيز أهدافها العنيفة".
وتصارع "هيئة تحرير الشام" منذ سنوات لإزالتها من على قوائم الإرهاب، واتخذت لتحقيق غايتها عدة خطوات، كان من أبرزها تغيير اسمها من "جبهة النصرة"، إلى "جبهة فتح الشام"، والإعلان عن فك ارتباطها بـ"تنظيم القاعدة" في شهر تموز/ يوليو عام 2016.
وظهر آنذاك زعيم التنظيم "أبو محمد الجولاني" في تسجيل مصور برفقة الشرعي العام "عبدالرحيم عطون"، الملقب بـ"أبي عبدالله الشامي"، والقيادي "أحمد سلامة مبروك" الملقب بـ"أبي الفرج المصري"، والذي لقي مصرعه بعد شهرين فقط إثر استهدافه بغارة جوية من قِبل طائرة بدون طيار قرب مدينة "جسر الشغور" في ريف إدلب الغربي.
وفي التسجيل قال "الجولاني": "قررنا إلغاء العمل باسم جبهة النصرة وإعادة تشكيل جماعة جديدة ضمن جبهة عمل تحمل اسم جبهة فتح الشام، علماً بأن هذا التشكيل الجديد ليس له علاقة بأي جهة خارجية".
وكانت الولايات المتحدة قد نفذت خلال الأشهر الماضية عدة عمليات اغتيال ضد شخصيات في إدلب، أحدهم زعيم تنظيم الدولة "أبو بكر البغدادي"، وآخرون معظمهم من تنظيم "حُرّاس الدين" المرتبط بتنظيم القاعدة.
وتحدثت تقارير استخباراتية مؤخراً عن وجود تعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وهيئة تحرير الشام، في إطار محاولات الأخيرة لنزع صفة الإرهاب عن نفسها، ذلك بالتزامن مع تأكيد "المرصد الإستراتيجي" في تقرير له قبل أيام أن قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي نفذت عمليات ضد تنظيم "حُرّاس الدين"، وهو ما من شأنه أن يخدم "تحرير الشام"، التي تسعى لتفكيك التنظيم.