نداء بوست– سليمان سباعي– حمص
منذ أن فرضت قوات النظام سيطرتها المطلقة على محافظة حمص وريفها منتصف شهر أيار/ مايو من العام 2018 الماضي ظهرت مجموعة من المنظمات الإغاثية المعنية بتقديم المساعدات العينية لأصحاب المنازل والشقق السكنية التي تدمرت بشكل جزئي أو كلي عقب قصفها من قِبل قوات النظام.
وأعلنت المنظمات عبر مخاتير الأحياء والقرى الريفية عن فتح باب التسجيل للأسر المتضررة من الحرب، وذلك لقاء دفع رسم مالي في بادئ الأمر يقدر بحسب مساحة المنزل أو الشقة السكنية.
الفقر يدفع أهالي حمص إلى اللجوء لأرز المساعدات الأممية لإخراج فطرة صيام رمضان
عشرات العائلات توجهوا إلى مجلس مدينة حمص للحصول على الأوراق التي يتم بموجبها التقدم “بطلب إصلاح” لدى المكاتب الإغاثية، والذي يعلمهم بدوره عن محاولة التواصل معهم لمعاينة الأضرار والبدء بعملية الترميم بأسرع وقت وبحسب التراتبية المسجلة ضمن لوائح الطلبات لديهم.
وقال مراسل “نداء بوست” في حمص إن معظم العائلات التي استفادت من دعم المنظمات وعمليات الترميم هي من أسر مقاتلي قوات النظام والمنتسبين إلى ميليشياته، لافتاً إلى أن بعضهم حصل على تجهيزات “من الكماليات” على حساب العائلات التي تستحق الدعم ضمن أحياء المعارضة.
وقال حسن العلاوي أحد سكان حي القصور خلال حديثه لمراسلنا إن معظم الذين تمكنوا من الحصول على “إذن عودة” يخولهم بموجبه بترميم منازلهم قاموا بإصلاحها على نفقتهم الشخصية، وذلك بعدما يئسوا من انتظار دورهم على لوائح المنظمات.
وأردف حسن أن بعض السماسرة من المقربين من الأفرع الأمنية تواصلوا هاتفياً مع أصحاب الشقق السكنية في حي القصور، وعرضوا عليهم شراء العقارات منهم مستغلين الضرر الكبير الذي حل بهم بفعل قصفها من قبل قوات النظام بعد اطلاعهم على البيانات المسجلة ضمن مكتب توثيق الأضرار.
وأكد مراسلنا قبول بعض أصحاب المنازل والشقق السكنية داخل حي القصور وحي جورة الشياح بالإغراءات المالية التي عُرضت عليهم، نظراً لعدم قدرتهم على بنائها أو ترميمها من جديد، بينما رفض الكثير من سكان الأحياء تلك العروض المقدمة إليهم وفضلوا أن تترك منازلهم على الأنقاض شاهدة على إجرام الأسد وحلفائه بحق المدنيين لما يقارب السبعة أعوام.
وتجدر الإشارة إلى أن أبرز الجمعيات والمنظمات التي ادعت استعدادها لتقديم ما يلزم من مساعدات لأصحاب المنازل المدمرة تتبع إما شركات إيرانية، أو مقربين من النظام الحاكم كما هو واقع الحل بما يخص مؤسسة العرين التي تديرها أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد.