نداء بوست – سليمان سباعي- حمص
لجا أهالي محافظة حمص إلى علماء الدين ضِمن قُراهم للاستفسار عن مقدار صدقة الصيام بعد الخلاف الذي حصل بين المجلس العلمي الفقهي ضِمن وزارة الأوقاف التابعة لحكومة النظام الذي حددها بمبلغ عشرة آلاف ليرة سورية عن كل فرد من العائلة، بالوقت الذي أعلن به مفتي دمشق الشيخ عبد الفتاح البزم أن المقادير الشرعية لهذا العام تقدر بدفع مبلغ ستّة آلاف ليرة فقط.
الخلاف الذي شقّ الصف بين مفتي دمشق والمجلس العلمي الفقهي دفع بأهالي مدينة حمص للاعتماد على فتاوى من علماء المدينة الذين أقروا بإفتاء “البزم” وذلك بعد التقصي عن أسعار القمح، والزبيب، والشعير والتمر التي يتمّ اعتمادها من الناحية الشرعية للبتّ في قوام النصاب المالي لفطرة صيام شهر رمضان المبارك.
الأحوال المعيشية المزرية التي تعاني منها شريحة واسعة من سكان محافظة حمص دفعتهم للسؤال عما إذا كان يجوز شرعاً القيام بتوزيع الأرز الذي يتم تسلُّمه من قِبل منظمة الهلال الأحمر بشكل مجاني بدلاً من المال والقمح، الأمر الذي أجازه عدد من علماء حمص ليكون طوق النجاة بالنسبة للمدنيين.
أبو أيمن في العقد السادس من عمره تحدث لمراسلنا عن بدء شراء أرز المساعدات نظراً لانخفاض سعره مقارنة مع الأرز المستورد، والذي يبلغ سعر الكيلوغرام منه 1700 ليرة سورية، مشيراً إلى أنه حصل على فتوى شرعية من أحد علماء محافظة حمص تجيز توزيعه لمن يرغب باعتبار أنه وعائلته يعتمدون على طهوه داخل المنزل.
وانتشرت في عدد من أحياء محافظة حمص وقراها ظاهرة لجوء الأهالي “لأرز” المساعدات للعمل على توزيعه كفطرة الصيام، بعدما وجد بها أرباب الأسر طوقاً للنجاة يبقى بالنسبة للكثير منهم أقل تكلفة من دفع مبلغ 6000 ليرة سورية عن الفرد الواحد، باعتبار أنه متوفر لدى الأُسَر التي حصلت عليه بشكل مجاني.
وحول رأي الشرع بخصوص توزيع صدقة الفطر، يرى الشيخ محمد أيوب وهو حاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية أن “صدقة الفطر لها غاية حدَّدها النبي صلى الله عليه وسلم حيث إن الصائم إذا كان لديه شوائب في صيامه تزول حيث إنها تجب على مَن كان لديه قوت عياله يوم العيد وليلة العيد”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست”: “لكن مَن لا يملك قوت يومه تسقط عنه الصدقة، والأصل أن يخرجها من غالب قوت أهل البلد من القمح والشعير والأرز حسب المنطقة والشيء الذي تقتات عليه”.
وأشار في حديثه: “بالنسبة لبلادنا فإن الأرز هو طبق رئيسي في الوجبات وصدقة الفطر هو ما يقتاته المسلم في العادة حيث إنه إذا كان يأكل أرزاً فاخراً لا يجوز أن يوزع أرزاً من نوع رديء”.
وحول جواز توزيع أرز المعونة لفت إلى أنه “لا حرج إذا كان المسلم يأكل من أرز المعونة ومن ثَمّ يقوم بتوزيعه فهو من باب التيسير على الناس، والكمية تختلف باختلاف التقدير والعلماء ضبطوها بالمكيال وهو عبارة عن 4 حفنات بكلتا كفَّيِ الرجل أو بوزن بين 1800 غرام حتى 2600 غرام حسب كل مادة حيث إن كل مادة تختلف عن الأخرى بحسب ثقلها”.
الشريعة الإسلامية بيّنت أن دفع زكاة الفطر تترتب على كل مسلم يملك قوت نفسه يوم العيد وليلته، وألزمته بإخراج الصدقة عن زوجته وأولاده، لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله (ص) “فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد من المسلمين، وأمر أن تُؤدَّى قبل خروج الناس لصلاة العيد”.