نداء بوست- سليمان سباعي – حمص
مَن منا لا يرغب بالترفيه عن نفسه وعن أطفاله في ظلّ الظروف الصعبة التي يعاني منها قاطنو مناطق سيطرة النظام في الداخل السوري؟ سؤال طرحه أحد أبناء محافظة حمص لدى سؤاله عن رغبته بحضور مهرجان القلعة والوادي الذي انطلقت فعّاليته بريف حمص الغربي قبل بضعة أيام برعاية وزارة السياحة التابعة لنظام الأسد.
على الرغم من التطبيل والتزمير الذي بدأت بضخّه الوسائل الإعلامية الموالية عن الأعداد الغفيرة التي قصدت منطقة وادي النصارى “غرب محافظة حمص بنحو 50 كم” إلا أن لقمة العيش وتأمين مستلزمات الحياة التي باتت ترهق كاهل أرباب الأسر ما تزال تتصدر سلّم الأولويات لأبناء محافظة حمص قاطبةً.
مراسل “نداء بوست” في حمص نقل عن مجموعة أشخاص من سكان المدينة والريف على حد سواء قولهم: إن الطبقة التي تفكر بحضور فعاليات المهرجان باتت ضئيلة جداً مقارنة بالأعوام التي سبقت انطلاق الثورة السورية، وذلك بعدما انعدمت الطبقة الوسطى من المجتمع المدني، وباتت الفجوة متسعة بشكل كبير بين المستفيدين من الحرب، وأولئك الذين خسروا كل شيء بفعل سطوة الشريحة الأولى وتسلطهم على رقاب وأرزاق الفقراء ممن آثروا البقاء على التهجير.
أسعد العلي طالب جامعي تحدث عن رغبته الجامحة بحضور المهرجان.. لكنه تساءل كيف السبيل إلى التوفيق ما بين مصروفه الذي بالكاد يتمكن من تحصيله بعمله خارج أوقات الدوام، مع أسعار التنقل بالحافلات وكارت الدخول للحفل ناهيك عما يحتاجه من مصاريف خلال إقامته في منطقة تُعتبر أسعارها خمسة نجوم.
وأضاف العلي، مَن منا لا يرغب بالترفيه عن نفسه وعن أطفاله؟ الحياة باتت صعبة ولقمة العيش أهمّ بألف مرة من حضور مثل هذه الفعاليات التي من المفترض أن توفر حكومة البلد أدنى مقومات العيش لمواطنيها قبل التفكير بصرف ملايين الليرات على تجمعات فنية كهذه.
بدورها تحدثت فاطمة “معلمة لطلاب المرحلة الابتدائية” أن تكلفة السفر إلى وادي النصارى ذهاباً وإياباً مع بعض الرفاهيات التي قد تفكر بالحصول عليها ليوم واحد تتخطى راتبها الشهري الذي لا يتعدى 65 ألف ليرة سورية، مضيفةً أن الحاضرين للمهرجان هم من طبقة الأثرياء وأمراء الحرب باستثناء بعض المغتربين من أبناء “وادي النصارى” الذين أتوا إلى سورية بقصد السياحة ليس إلا.
وأشارت “فاطمة” في معرض حديثها إلى أن ما يجري من فعاليات في مهرجان القلعة والوادي بريف حمص الغربي أشبه ما يكون بالمثل الشعبي القائل “الطبل بدوما والعرس بحرستا” مطالبة خلال حديثها بتحويل نفقات المهرجان لدعم الحركة المرورية لتفادي أزمة المواصلات التي تعاني منها محافظة حمص منذ ما يقارب الشهر ولغاية الآن.
وتجدر الإشارة إلى أن الجهة المنظمة لفعّالية المهرجان طالها العديد من الانتقادات من أبناء المجتمع المدني الذين أعربوا عن استيائهم من عدم التنسيق مع مجلس مدينة حمص للعمل على تأمين حافلات مخصصة لمن يرغب بالوصول وادي النصارى وتحديداً إلى قرية “القلاطية” التي شهدت انطلاق المهرجان والذي من المقرر أن تستمر فعاليته لنهاية شهر تموز الجاري.