نداء بوست- عبدالله العمري- الحسكة
يستعد معظم الفلاحين في مناطق "رأس العين" و"تل أبيض" وريفها لزراعة أراضيهم بعد موجة الجفاف السابقة الذي شهدته المنطقة في العام الماضي.
وقال مراسل "نداء بوست": في الحسكة بأن معظم الأهالي بدؤوا فلاحة الأراضي وتجهيزها للبذار، وذلك بالرغم من الأسعار المرتفعة للأسمدة، وكذلك أجرة فلاحة الأراضي، وتجهيزها في ظل ارتفاع عامّ في أسعار المحروقات في المنطقة كما في كافة مناطق سورية.
أبو زيد هو أحد هؤلاء الفلاحين قال لـ"نداء بوست": إنه يستعد لزراعة أرضه بعد ثلاثة أعوام من تركه لها، مؤكداً أنه خلال السنة الماضية لم يتمكن من سقاية أرضه بسبب فِقْدان مادة المازوت، وأنه تركها بعلاً لعل الأمطار ترويها وهذا أيضاً لم يحصل بسبب موجة الجفاف في السنة الماضية التي شهدتها المنطقة.
ولكنه أصرّ هذه السنة على زراعتها بالرغم من التكاليف الباهظة لعملية الزراعة من غلاء المواد اللازمة بل وفِقْدانها، حيث قال بداية بأن أرضه بحاجة إلى فلاحة وهذا يكلف 10000 ل.س للدونم الواحد، ثم التنعيم وهذا أيضاً يكلف 5000 ل.س وبعدها البذار والتخطيط، ويكلف كل منهما مبلغ 5000 ل.س للدونم الواحد عدا ثمن البذار والأدوية والأسمدة اللازمة حيث بلغ سعر الطن الواحد من البذار من 400 إلى 450$ للطن الواحد.
أما أبو محمد وهو سائق جرار يعمل بالأجرة فقال لـ"نداء بوست" بأنهم يُضطرون لرفع الأسعار إلى هذا الحد بسبب غلاء أسعار المحروقات والتي قد لا تتوفر أحياناً بالإضافة إلى سوء نوعيتها وهذا ما يسبب الكثير من الأعطال للآليات التي لا تتوفر قطع الصيانة لها إلا بصعوبة وكذلك غياب الأيدي العاملة في مهنة إصلاح الآليات حيث يضطر أحيانا للانتظار يومين أو ثلاثة حتى يحصل على دور لإصلاح جراره في حال عطله.
ومن المعلوم بأن منطقة "رأس العين" وريفها هي منطقة زراعية بحتة وذات تربة خصبة صالحة لزراعة كافة أنواع المزروعات، وأن معظم الأهالي يعتمدون على الزراعة كمورد أساسي لهم وتحتاج المنطقة فقط إلى بعض الدعم من قِبل الجهات المختصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي حيث لم يقدم المجلس المحلي للمدينة أي دعم أو تسهيلات للفلاحين سوى الوعود منذ تسلُّمه لإدارة المدينة بعد تحريرها من قِبل الجيش الوطني السوري عام 2019.