نداء بوست- ولاء الحوراني- درعا
تحرص العائلة في حوران في مثل هذا الوقت من العام على قطف أوراق العنب لادّخارها وتخزينها كمؤنة لفصل الشتاء، وهي عادة قديمة والأسر الحورانية على موعد سنوي معها مثل كلّ الأسر السورية.
إذ لا يكاد يخلو بيت في حوران من عرائش العنب المنزلية التي اعتادت السيدات مع بداية شهر أيار/ مايو من كل عام، على قطفها وتخزينها كمواد تشكل عامل أمان في المنازل شتاء، خصوصاً مع ارتفاع أسعار المواد والحاجات الغذائية في الأسواق.
كما يعتبر موسم قطاف أوراق العنب من المواسم المهمة في محافظة درعا حيث يعتمد بعض الأهالي على بيعها كمصدر دخل مؤقت لكثرة الطلب عليها إذ تستخدم في أكلات شعبية محببة مثل اليبرق واليالنجي.
تقول هبة أبازيد لـ”نداء بوست” إنها كانت تقوم سابقاً بتجميد أوراق العنب لطهوها في فصل الشتاء لكن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة جعلها تتجه إلى حفظ الأوراق في علب بلاستيكية.
وأضافت أن تخزين ورق العنب من الأساسيات لأغلب العائلات في درعا رغم تكلفته المادية حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه لهذا العام 12 ألف ليرة سورية.
في حين أشارت سماح المعاني إلى أن ورق العنب من الأكلات المفضلة والمرغوبة لدى عائلتها لذا تحرص على تخزين ما يقارب الـ 10 كيلوغرامات منها.
كما أنها ومنذ بداية الشهر الماضي بدأت بقطف أوراق العنب من عريشة منزلها لتخزينها لفصل الشتاء في علب تتسع كل منها لكيلوغرام وتحرص على إدخالها ورقة ورقة وملئها بشكل كامل لضمان إفراغها من الهواء ثم تُغلق بشكل جيد.
من جانبها، أوضحت بشرى البريدي لـ”نداء بوست” أنها لم تستطع تخزين أكثر من ثلاثة كيلوغرامات من أوراق العنب بسبب ارتفاع أسعارها في الأسواق حيث دفع هذا الغلاء معظم العائلات لزراعة العرائش في منازلها لتوفير مؤنتها منها بعيداً عن الأسواق وغلاء الأسعار.
يُشار إلى أن زراعة أشجار العنب تراجعت في درعا خلال الأعوام الماضية بسبب حاجتها لكميات كبيرة من المياه، فيما تعاني المحافظة من شحّ مياه الري الذي أدى إلى تقزم الأشجار وتراجع الإنتاج ما دفع المزارعين إلى تحطيبها واستبدالها بأنواع أخرى.