نداء بوست- أخبار سورية- أمستردام
أعلنت السلطات الهولندية إلقاء القبض على طالب لجوء سوري، متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عندما كان عنصراً في ميليشيا موالية للنظام السوري.
ووفقاً لجهاز الادّعاء العامّ الهولندي، فإن الشخص المذكور كان عنصراً في ميليشيا “لواء القدس” وهو فصيل فلسطيني يقاتل إلى جانب النظام في سورية، ويضم مقاتلين سوريين وفلسطينيين.
وتقول المعلومات: إنه قام في كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 باعتقال مدني وتسليمه لضباط النظام السوري الذين قاموا بتعذيبه، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في أولى الجلسات يوم غد الجمعة.
وأكد فريق الجرائم الدولية الهولندي أن “الميليشيا كانت حلقة مهمة في هجوم منهجي وواسع النطاق على السكان المدنيين، وتمت الاستعانة بها، على سبيل المثال، لقمع المظاهرات واعتقال المدنيين”.
وانتقل المتهم إلى هولندا عام 2020، وطلب اللجوء واستقر في مدينة كيركراد الصغيرة، وتلقت الشرطة الهولندية سلسلة من المعلومات عن تورُّطه في ارتكاب جرائم مع “لواء القدس”، التي تعتبرها أمستردام منظمة إجرامية.
وهذه خامس قضية جرائم حرب في هولندا تعود لسورية، حيث يمكن لأمستردام محاكمة جرائم بعينها حتى لو ارتُكبت خارج أراضيها، بموجب اختصاص قضائي دولي.
والجدير بالذكر أن هذه المرة الأولى التي تعتقل فيها السلطات الهولندية شخصاً متهماً بارتكاب جرائم حرب في سورية، قاتل في صفوف قوات النظام، حيث حاكمت في وقت سابق 4 من مقاتلي الفصائل المعارضة و”الجماعات المتطرفة”، بحسب وكالة “رويترز”.
وفي 18 أيلول/ سبتمبر 2020، أعلن وزير الخارجية الهولندي “ستيف بلوك” أن بلاده تعتزم رفع دعوى قضائية ضد النظام السوري في المحكمة الجنائية الدولية في “لاهاي” لمحاسبته على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحق السوريين.
وأوضح “بلوك” في رسالة وجهها إلى البرلمان الهولندي حول الموضوع أن أمستردام تُعِدّ دعوى قضائية ضد النظام السوري سعياً لمحاسبته على انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك جرائم التعذيب واستخدام الأسلحة الكيميائية.
وكتب “بلوك” في رسالته: “نظام الأسد ارتكب جرائم مروعة مرة بعد أخرى، الأدلة دامغة ويجب أن تكون هناك عواقب.. عدد كبير من السوريين تعرض للتعذيب والقتل والاختفاء القسري ولهجمات بغاز سام أو فقدوا كل شيء وهم يفرون بأرواحهم”.
وأضاف: “اليوم تعلن هولندا قرارها بمحاسبة سورية بموجب القانون الدولي على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وبخاصة التعذيب”، وذلك وفقاً لما نقلت وكالة “رويترز”.
وبحسب الوكالة فقد تم إبلاغ النظام بالخطوة القانونية التي تسبق احتمال إحالة القضية لمحكمة العدل الدولية في “لاهاي”، مشيرة إلى أن الخطوة الهولندية هذه جاءت بعد عرقلة روسيا مساعي عديدة في مجلس الأمن الدولي لإحالة انتهاكات حقوق الإنسان في سورية للمحكمة الدولية.
وفي نيسان/ إبريل العام الماضي، أكدت وزارة الخارجية الهولندية الالتزام بوضع حدّ لجرائم النظام السوري، واللجوء إلى محكمة العدل الدولية في حال لم تؤدِّ المفاوضات معه إلى “نتائج”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية، فريتس كيمبرمان: إن بلاده ستدخل في مفاوضات مع النظام بخصوص انتهاكاته لحقوق الإنسان، مضيفاً: “ولكن إذا لم يؤدِّ ذلك إلى نتائج فلن تتردد هولندا وكندا في اللجوء إلى المحاكم الدولية”.
وشدد كيمبرمان على أن هولندا ملتزمة بوضع حدّ للجرائم التي لا تزال تحدث بشكل يومي، مؤكداً على ضرورة إنصاف الضحايا ومُحاسَبة الجناة.