نداء بوست-ريحانة نجم-بيروت
اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن من جملة إنجازات المقاومة في حرب تموز كان إسقاط المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد الذي كانت تعمل له إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وتحدثت عنه وزيرة خارجيته كونداليزا رايس في المنطقة.
وحول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، قال نصر الله: “كثرت التحليلات والتوقعات وكثيرون تحدثوا عن تشكيل ناتو عربي أو شرق أوسطي والبعض تحدث عن مشروع دفاع جوي واحد “عربي – إسرائيلي” والبعض بنى الكثير من الآمال بل الكثير من الأوهام على هذه الزيارة”.
وأضاف: “أمريكا اليوم هي غير أمريكا عام 2003 وعام 2006، الرئيس الأمريكي العجوز هو صورة عن أمريكا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة أو دخلتها بالفعل، وأمريكا الآن في وضع مختلف تماماً.
نصر لله أشار إلى أنّ بايدن جاء إلى المنطقة أولاً من أجل إقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز، والهدف الثاني من الزيارة الالتزام بأمن الكيان الإسرائيلي والتركيز على التطبيع.
واعتبر أمين عام حزب الله تعليقاً على تهديد وزير الحرب الإسرائيلي بالسير إلى بيروت وصيدا وصور، أن “غانتس يعلم أنه يضحك على نفسه وشعبه والإسرائيليون يعرفون أن هذا كلام فارغ لا قيمة له على الإطلاق، وكشف أن إمكانات المقاومة اليوم لم يسبق لها مثيل، وقال: “روح القتال أعلى من أي زمن مضى والجغرافيا والناس والمقدرات مع المقاومة، والمقاومة مع المقاومة، والله مع المقاومة، هو الذي نصرها في السابق وينصرها وهذا وعد الله الذي لا يُخلَف، والمقاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه بالنفط والغاز”.
وأردف: “الفرصة الذهبية المتاحة هي الآن في هذين الشهرين ولبنان يستطيع إعاقة بيع النفط والغاز لأوروبا التي تحتاجه خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا. إذا انقضت هذه المدة الزمنية ولم يُحصل لبنان حقوقه سيكون الموضوع صعباً جداً، وإذا ذهبنا لتحصيل حقوقنا بعد استخراج النفط والغاز من كاريش ستكون الكلفة أكبر”، وقال “لا تسمحوا للأمريكي أن يخدعكم ويقطّع الوقت”.
وسأل السيد نصر الله حول القول إن إطلاق المسيرات كان خارج الاتفاق: “أي اتفاق؟ نحن لم نتفق مع أحد ولم نقل لأحد إننا لن نقدم على خطوة وننتظر المفاوضات ومن يعد الأمريكيين أن المقاومة لن تقوم بأي فعل يخدعهم، قلنا نحن خلف الدولة في الترسيم أي أنها هي التي تفاوض وليس نحن من نفاوض.. لكن قلنا إننا لن نقف مكتوفي الأيدي.. نحن لم نلتزم مع أحد ولن نلتزم مع أحد ونحن نتابع المجريات، ومن حقنا اتخاذ أي خطوة في الوقت والحجم المناسب للضغط على العدو لمصلحة لبنان”.
وعن الوسيط الأمريكي لملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين، قال نصر الله: “نحن لا نعتبر الوسيط الأمريكي وسيطاً بل هو جانب يضغط على لبنان لمصلحة الإسرائيلي”، وسأل: “من جاء به في الزيارة الأخيرة؟ أمران: الأول، حاجة أمريكا للنفط والغاز لأجل أوروبا والثاني، تهديد المقاومة ولولا المقاومة ولولا أنه يعلم أن لديها مسيّرات وصواريخ دقيقة وقدرات ولديها من الشجاعة والجرأة على أن تهدد وتقدم وتفعل، لما جاء”.
وتابع: جاءت المسيرات بعد الجواب الأمريكي الواضح بالخداع وتقطيع الوقت “وتركيب الطرابيش”، وقال: “اتفقنا على إطلاق المسيّرات حتى يسقطها الإسرائيلي.. أردنا مسيّرات تستطلع ويسقطها الإسرائيلي لأننا نريد أن تضرب البوارج الحربية صواريخ أرض جو حتى يعلم المهندسون والموظفون أنهم يتحركون في منطقة غير آمنة وأن هناك تهديداً جدياً، ولأول مرة في تاريخ الكيان تُطلَق باتجاهه ثلاث مسيّرات في آنٍ وزمان واحد وعلى هدف واحد.. ونحن قادرون على إرسال الكثير من المسيّرات في آن واحد وبأحجام مختلفة ومسلّحة وغير مسلّحة والرسالة التي أردنا إيصالها كانت تحتاج إلى 3 فقط”.
وقال نصر الله: “للعدو والصديق أقول نحن هنا لا نمارس حرباً نفسية والسلام.. بل نحن جديون وهذه طريق الإنقاذ، والوحيد للبنان والوطن وكيان الدولة المهددة بالانهيار.. نحن نتحدث عن عملية إنقاذية، وأقول للعدو أن لا يحسب غلط. اللبنانيون لن يخدعوا ورسالة المسيرات هي بداية متواضعة عن ما يمكن أن نذهب إليه”.
وأعلن أنه إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية لن نقف فقط في وجه كاريش.. كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش، وقال: “نحن نتابع كل ما يقابل الشواطئ الفلسطينية وكل المنصات والحقول وإحداثياتها، لا أقول كاريش وقانا أنا المسألة لدي أكبر بكثير.. إذا كان الهدف منع لبنان من استخراج النفط والغاز فلن يستطيع أحد أن يستخرج غازاً ونفطاً ولا أن يبيع غازاً ونفطاً وأيّاً تكن العواقب، ووصلنا إلى آخر الخط.. من يريد أن يكون عبداً يسطفل”.