نداء بوست- سليمان سباعي – حمص
مع اقتراب حلول فصل الشتاء تشهد محافظة حمص وسط سورية موجة ارتفاع جديدة بأسعار موادّ التدفئة التي باتت الشغل الشاغل لأرباب الأسر القاطنين ضِمن مناطق سيطرة النظام داخل سورية.
مراسل “نداء بوست” في حمص قال: إن أسعار “حطب التدفئة” شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في المدينة مع بَدْء تحضيرات الأهالي لشراء ما يكفيهم برد الشتاء على دفعات نظراً لعدم قدرتهم على شراء ما يلزم دفعة واحدة، ناهيك عن ارتفاع سعر مادة المازوت لما يزيد عن مليون وأربعمائة ألف ليرة سورية للبرميل الواحد.
ونقل مراسلنا عن أحد تجار المحروقات قوله: إن الأهالي الذين تمكنوا من تسلُّم مخصصاتهم من مازوت التدفئة عَبْر البطاقة الذكية والمحددة بـ 100 لتر مقسمة على دفعتين بدأ معظمهم بيعها للاستفادة من فارق السعر الذين سيحصلون عليه من تجار السوق السوداء، واتجهوا لشراء الحطب أو التمز “مخلفات عصر الزيتون”.
وأضاف المصدر أن سعر الدفعة الأولى من مخصصات التدفئة المقدرة بنحو 50 لتراً يبلغ في السوق السوداء 318 ألف ليرة سورية ما يمكنهم من شراء نحو ربع طن من حطب التدفئة، أو 200 كغ من التمز، الأمر الذي يراه الأهالي يكفيهم لفترة أطول في فصل الشتاء مقارنة باستهلاك المازوت المدعوم.
من جهته تحدث الحاج أبو عبد الكريم من أبناء حي الوعر الحمصي عن قيامه مع عدد كبير من أبناء الحي بالبحث عن كل ما هو قابل للاشتعال من مواد بلاستيكية وورقية وتخزينها ضِمن أكياس نايلون داخل شرفات المنازل والشقق لاستعمالها لاحقاً في فصل الشتاء.
وأشار الحاج أبو عبد الكريم إلى أن الأهالي وسّعوا دائرة البحث خارج حي الوعر وانطلق قسم كبير منهم إلى داخل مدينة حمص لتطال المناطق القريبة من المطاعم الشعبية وحدائق الأطفال التي يكثر حولها الزجاجات البلاستيكية ومخلفات الطعام الورقية.
بدورها قالت أم محمد من سكان حي دير بعلبة المسؤولة عن إعالة خمسة أطفال بعدما فقدت زوجها بإحدى قذائف قوات النظام على الحي: إنها تقوم بشكل شِبه يومي بالتجول بين أزقّة الأحياء المجاورة لدير بعلبة للبحث عما يمنحها بعض الدفء خلال فصل الشتاء القادم، ضاربة بجميع العادات والتقاليد -التي تمنع خروج المرأة للبحث عن مستلزماتها- عرض الحائط، في إشارة منها لغياب المعيل عنها، مضيفة أن حالها كحال الكثير من النساء اللواتي فقدن المعيل لكن الخجل الذي يسيطر عليهن من النظرة المجتمعية يَحُول دون خروجهن للبحث بين القمامة وركام الأبنية المهدمة.
ويتخوّف أهالي محافظة حمص -لا سيما الأحياء والمناطق التي ناهضت نظام الأسد خلال أعوام الثورة- من اتباع مديرية التربية لسياسة الكيل بمكيالين بين أبناء المدينة الواحدة، وذلك من خلال منح مدارس الأحياء والقرى الموالية لمخصصاتهم من مازوت التدفئة على حساب أطفالهم الذين سيُحرمون من الدفء كما حصل معهم في العام الدراسي الفائت.
وتشهد محافظة حمص ارتفاعاً بأسعار المحروقات بشكل عامّ والذي بلغ ذروته خلال الأسبوع الجاري حيث وصل سعر لتر المازوت ضمن السوق السوداء لنحو 6800 ليرة، وسعر لتر البنزين 8000 ليرة وقيمة استبدال أسطوانة الغاز المنزلي 190 ألف ليرة سورية، وفقاً لمراسلنا.