أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إجبار المواطنين السوريين على الخروج في مظاهرات مؤيدة لرأس النظام السوري "بشار الاسد" دعماً له في الانتخابات الرئاسية.
وقال الشبكة السورية في بيان لها إنه: "مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 26 أيار/ مايو الجاري بثت وسائل الإعلام الحكومية مظاهرات مؤيدة لإعادة انتخاب بشار الأسد، ونعتقد أن هناك طبقة من المواطنين المنتفعين سياسياً واقتصادياً ودينياً من استمرار الحكم الدكتاتوري التسلطي في سوريا".
وأضافت الشبكة "لكننا نؤكد وبحسب عدد من مديرين ومدرسين في المدارس الحكومية، وأساتذة في الجامعات الحكومية في مختلف المحافظات السورية، وكذلك بعض المؤسسات الحكومية الأخرى التي تمكنا من التواصل والحديث مع بعض العاملين فيها، فقد أكد من استطاع التحدث منهم على وجود تعليمات شفهية تحمل رسائل تهديد من الأجهزة الأمنية، ومن أعضاء في حزب البعث، بضرورة الخروج وإظهار التأييد لبشار الأسد".
ولفت البيان إلى أنه "تدين الشبكة السورية لحقوق الإنسان تهديد الأجهزة الأمنية السورية للمواطنين من أجل المشاركة بانتخابات رئاسية غير شرعية وسلبهم حقهم بحرية التعبير عن الرأي المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عبر إرغامهم على انتخاب بشار الأسد حصراً وهو المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب".
وأوضح بيان الشبكة أن "هذه الانتخابات تجري فقط ضمن قُرابة 60% من مساحة سوريا أي ضِمن المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري بواسطة أجهزته الأمنية التي مارست التعذيب الوحشي على مدى عشر سنوات، ويضمن له الرعب والإرهاب فوزاً محققاً".
وأشار البيان أن " عدد السكان في مناطق سيطرة النظام السوري ما بين 5.5 إلى 6 ملايين مواطن سوري أي أقل من ربع الشعب السوري، على اعتبار أن هناك 13 مليوناً ما بين نازح ولاجئ بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وقرابة 4 ملايين في شمال غربي سوريا، وما بين 1.5 إلى 2 مليون في شمال شرقي سوريا".
وذكر بيان الشبكة أن "هذه الانتخابات تجري وفق دستور 2012 الذي وضعه النظام السوري الحالي بشكل منفرد، وكأنه يسن قانوناً درجة عاشرة في الأهمية، كما أنها تنتهك قرارات مجلس الأمن ومسار العملية السياسية بما فيها اللجنة الدستورية، وقد أصدرنا تقريراً موسعاً وضحنا فيه عدم شرعية هذه الانتخابات".
وأجبرت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، طلاب جامعة "البعث" في مدينة حمص وسط سوريا، على الخروج بمسيرة مؤيدة لـ"بشار الأسد"، وإعلان دعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وقال مراسل "نداء بوست" في حمص إن سيارات من شعبتَيِ الأمن السياسي والعسكري دخلت حرم الجامعة، وأغلقت بوابتها الرئيسية، ومن ثَم توزع العناصر الذين تقلهم على الكليات لمطالبة الطلاب بالنزول إلى أمام مبنى الإدارة المركزية للمشاركة في المسيرة.
وأشار مراسلنا إلى أن عناصر النظام دخلوا على كليتَيِ الآداب والتربية أثناء وجود الطلاب في القاعات، وطالبوا بإنهاء المحاضرات بشكل فوري، والنزول إلى المسيرة، حيث تم توزيع الأعلام وصور "بشار الأسد" عليهم.
وفي ريف دمشق، قال مصدر خاص لموقع "نداء بوست" إن الأفرع الأمنية التابعة للنظام أبلغت عضو "مجلس الشعب"، "عامر خيتي"، أنها ستقوم بإلغاء بطاقة الدخول والخروج التي تفرضها الحواجز على أهالي مدينة "دوما"، للمشاركين في المسيرات والمهرجانات التي يتم تنظيمها دعماً لـ"الأسد".
وكانت شعبة الأمن العسكري في منطقة "الحولة" بريف حمص الشمالي الغربي، أعلمت قبل أيام لجان "التسوية" أنها ستمنح المشاركين في الانتخابات والمسيرات بطاقة "كف بحث"، في مسعى منها لترغيب الشباب وتشجيعهم على المشاركة في فعاليات كهذه.
تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام أجبرت أهالي العديد من المناطق وبشكل الخاص التي دخلتها عن طريق "التسويات" في حمص ودمشق، على تنظيم فعاليات مؤيدة لـ"الأسد" وطباعة صوره ورفعها في الساحات العامة، علماً أن تكلفتها تتجاوز الـ 50 ألف ليرة، وهو ما يعادل الراتب الشهري لموظف لدى النظام.