نداء بوست – بيروت – ريحانة نجم
يبدو أن الأزمة الدبلوماسية التي فجّرتها تصريحات وزير الإعلام بلغت ذروتها، ومرشَّحة إلى تصعيد أكبر في الساعات المقبلة، وبدَا واضحاً أنّ الموقف اللبناني مربك حِيال كيفية تلمُّس المخارج التي تؤدي إلى احتواء هذه الأزمة.
وفي أول موقف رسمي لبناني، على قرارات السعودية غرّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على حسابه في "تويتر" قائلاً: "لطالما عبّرنا عن رفضنا أي إساءة تُوجَّه إلى المملكة العربية السعودية، ودعونا إلى تصحيح ما شابَ العلاقاتِ بين البلدين الشقيقين من شوائب خلال الفترة الماضية، وشدَّدنا في البيان الوزاري على أن من أولويات حكومتنا العمل على استعادة العلاقات والروابط التاريخية بين لبنان وأشقائه العرب"، ودعا ميقاتي المملكة لإعادة النظر في قراراتها، وكذلك القادة العرب، للتوسط من أجل حلّ الأزمة، مؤكداً أن الحكومة اللبنانية "ستواصل العمل بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكوّ منها ومعالجة ما تجب معالجته"، كما ستواصل أيضاً اتصالاتها في هذا الشأن.
كما تشاور ميقاتي، مع رئيس الجمهورية ميشال عون في المستجدات، وعلى الأثر أجرى اتصالاً بوزير الإعلام جورج قرداحي وطلب منه تقديم المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية.
كذلك طلب رئيس مجلس الوزراء من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب البقاء في بيروت وعدم التحاقه بالوفد اللبناني إلى"مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي"، في أسكتلندا لمواكبة التطورات والمستجدات الأخيرة وإنشاء خلية لإدارة هذه الأزمة المستجدة على لبنان.
وقال الوزير بوحبيب في بيان: إنه سيتولى من بيروت، بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، إدارة خلية مهمتها الأساسية رأب الصدع لتجاوز الخلاف المؤسف المستجد، وقال: إن ما يحدث مشكلة وليست أزمة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ويمكن تخطيها وحلها بالحوار الأخوي الصادق ولمصلحة بلداننا الصديقة".
بالتوازي مع ذلك، اعتبر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أن وصول العلاقات بين لبنان وبين المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي إلى هذا الدَّرْك من انعدام المسؤولية والاستقواء بالأفكار المنتفخة، يعني بالتأكيد أننا بِتْنا كلبنانيين نعيش فعلاً في جهنم. وأضاف: "لقد طفح الكيل فعلاً، وعلى القاصي والداني أن يعلم أن عروبة لبنان بوابة الأمان لبلدنا وخلاف ذلك هرولة إلى جهنم".
وعلى حسابه على "تويتر" غرَّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كاتباً: كفانا كوارث أَقِيلُوا هذا الوزير الذي سيدمر علاقاتنا مع الخليج العربي قبل فوات الأوان، إلى متى سيستفحل الغباء والتآمُر والعملاء بالسياسة الداخلية والخارجية اللبنانية.