"نداء بوست"- سليمان السباعي- حمص
بعد أن فقدوا الأمل بعودته، وحصلوا على وثائق رسمية من الدوائر الحكومية التابعة لنظام الأسد تؤكّد وفاته، تفاجأ أهالي المعتقل "م.ك" أحد أبناء ريف حمص الشمالي الغربي بعودته إلى منزله، وأسرته بعد غياب دامَ نحو خمسة أعوام في سجون النظام بتهمة المشاركة بأعمالٍ مُناصِرةٍ للثورة السورية.
وأفاد مراسل "نداء بوست" في حمص بوصول المعتقل "م.ك" إلى منزل أهله الكائن في قرية "هبوب الريح" بعد أعوام على اعتقاله، مساء أول أمس الأربعاء وبعدما أقام ذَوُوه مراسم العزاء له في وقت سابق بحسب العادات والتقاليد في قريتهم.
وأكدت مصادر خاصة من قرية "هبوب الريح" -التي يغلب عليها الطابع العشائري- أن المعتقل وصل إلى القرية وهو بحالة هستيرية وذهول، ولا يكاد يتفوَّه بكلمة واحدة، بسبب الضغط النفسي، والرعب الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله ضِمن سجن "صيدنايا".
وتمّ على إثرها إحضار الطبيب لتقديم العلاج اللازم له، ليتضح إصابته بمرض السل، وكسر بالأذن، والجمجمة قديم الأجل، وذلك نظراً لتعرُّضه للضرب المبرّح من قِبل عناصر المخابرات أثناء التحقيق.
تجدر الإشارة إلى أن مديرية الأحوال الشخصية في مدينة حمص قامت بتأكيد وفاة العشرات من معتقَلي مدينة حمص في سجون الأسد، وذلك من خلال وضع كلمة (مُتوفى) أمام الاسم المفقود ضِمن وثيقة البيان العائلي، لكن حادثة عودة الشاب "م.ك" إلى منزله أكدت تلاعُب نظام الأسد بمصير المعتقلين، وجددت أمل الأهالي بعودة أبنائهم على الرغم من إقرار حكومة الأسد بوفاتهم في سجونها.