نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
قال عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان علي أبو ياسين: "لطالما حذرنا من كثرة السلاح المنتشر خارج إطار الدولة والذي يظهر في أكثر من مكان في لبنان، وكنا حذرنا من الاستقواء بالشارع، وتحويل المظاهرات والاعتصامات إلى ظهور مسلح.
وفي حديث لـ"نداء بوست" قال أبو ياسين: "إن ما شهدناه بالأمس من استعمال للسلاح المتوسط والخفيف في ضواحي العاصمة وسقوط قتلى وجرحى وترويع الآمنين وتلامذة المدارس، إنما يهدد لبنان الدولة والكيان، وفي مثل هذه الأحداث الكل خاسر"، مشيراً إلى أنّ هذا أبسط درس تعلمه اللبنانيون من الحرب الأهلية. وأكّد متحدثنا أن الجماعة الإسلامية تدعو كل الأطراف اللبنانية إلى عدم استعمال الساحة اللبنانية لتصفية حسابات إقليمية ودولية، وعدم استعمال الدم اللبناني حبراً لرسائل بين مشاريع كبرى.
وتابع أبو ياسين قائلاً: "انقسام اللبنانيين خطير لكن أحلام وأحلاف التقسيم أخطر وأخطر وهي نيران ستحرق أصحابها أولاً"، مشدداً على أنّ الحل الوحيد يكمن برفع أيدي السياسيين عن مؤسسات الدولة وأجهزتها والاحتكام إلى القانون والعودة إلى الحوار البنّاء بين مكونات الشعب اللبناني.
واعتبر أبو ياسين أن الوضع اللبناني لا يحتمل استعمال الشارع لتحقيق مكاسب سياسية، مؤكداً أن التجييش المذهبي والطائفي خطير جداً، وقال: "من يرى أنه يمكن أن يستثمر في هذا الأمر فهو واهم لأن النتيجة هي إغراق البلد بأزمات أمنية غير معروفة النتائج".
وقال عضو المكتب السياسي لموقعنا: "إن الجماعة تطالب دائماً بضرورة فصل السلطات واستقلال القضاء وإبعاده عن التجيير والاستثمار السياسي". وحول تحقيقات انفجار مرفأ بيروت عبّر أبو ياسين لموقعنا عن خشيته من أن يصار إلى التعمية عن المجرم الحقيقي واتهام أطراف لا علاقة لها بالموضوع.
على صعيد الملف الحكومي، أشار أبو ياسين إلى أنّ اللبنانيين انتظروا سنة ونيّفاً من أجل تشكيل الحكومة، على أن يكون على رأس أولوياتها وقف الانهيار وتخفيف الأزمات المعيشية، لذلك كان الأولى بهذه الحكومة أن لا تضع الملفات الخلفية على جدول أعمال جلساتها في المرحلة الأولى، وأضاف أبو ياسين أن كل فريق يقوم بتعطيل عمل الحكومة وشلّ أدائها يتحمل مسؤولية تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، وقال: "لا أحد فوق المساءلة والقانون لذلك على الجميع رؤساء ووزراء ونواباً وقادةً أمنيين التعاون مع القضاء من أجل الوصول إلى الحقيقة، على أن لا تكون هذه الاستدعاءات موجهة واستنسابية".