نداء بوست -ريحانة نجم- بيروت
يعيش اللاجئون السوريّون حياة قاسية، في ظل الأزمة المعيشية الخانقة التي يعاني منها لبنان، حيث يدفعون ثمن حرمانهم أبسط مقومات الحياة الكريمة مرة جديدة بعد نجاتهم من الحرب الدائرة في بلادهم، والظلم الذي يمارسه النظام السوري بحقهم.
وبعد انهيار العملة اللبنانية إلى مستويات متدنية جداً، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات، إضافةً إلى رفع الدعم عن الأدوية، وارتفاعها إلى أسعار خيالية، لا يتقبلها العقل، ها هم اللاجئون اليوم يواجهون مشكلة جديدة تهدد مصير حياتهم مع بداية فصل الشتاء، حيث بات معظمهم عاجز عن تأمين وسائل التدفئة، وموادها في ظل ارتفاع أسعارها إضافةً إلى ارتفاع أسعار مادّتَي الغاز والمازوت، أضف إلى ذلك الحطب أيضاً، ما يضعهم في مهبّ العواصف والصقيع وسط أزمة معيشية واقتصادية خانقة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المساعدات التي تقدّمها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأيضاً الجمعيات الأهلية والخيرية والإغاثية لم تعد كافية لتلبية احتياجات هؤلاء اللاجئين على كافة المستويات.
ولعلّ اللاجئين السوريين في البلدات البقاعية والجبلية كعرسال (شرق لبنان) وشبعا (جنوب لبنان) مثلاً، يواجهون سنويّاً عواصف ثلجية قاسية تنقطع معها أواصر الحياة، وتفتقر معظم الخيام التي يعيشون فيها، إلى الحد الأدنى من الاحتياجات الشتوية، كشوادر متينة تمنع تجمع الثلوج عليها، وحواجز تمنع تسرب المياه إلى داخلها، كما أنّ اللاجئين في هذه المناطق بحاجة إلى كميات كبيرة من المازوت والحطب من أجل التدفئة، والتي بات الحصول عليها اليوم شبه مستحيل في ظل الغلاء الفاحش الحاصل، وتحتاج كلّ أسرة لاجئة في هذه المناطق يوميّاً ما بين 8 إلى 9 ليترات مازوت، أي ما تبلغ كلفته نحو 145 ألف ليرة لبنانية، أي ما يعادل أربعة ملايين و350 ألف ليرة لبنانية شهريّاً، في حين لا تتعدى شهرية اللاجئ العامل المليون ونصف الليرة، وبالتالي فإنّ شراء مادة المازوت باتت شبهة مستحيلة، وبالتالي فإن الوضع سيكون مأساوياً هذا العام.
ويشتكي معظم اللاجئين من تراجع المساعدات الغذائية، والملابس الشتوية وخاصةً للأطفال، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات تحت الصفر في المناطق الجبلية.
ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تقدر الحكومة عددهم بـ 1.5 مليون.
ويعيش لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975-1990) وانهيار مالي غير مسبوق.