أنهت القوات الروسية الاستعدادات لإقامة عروض عسكرية، في قاعدة "حميميم" الجوية في الساحل السوري، تجهيزاً للاحتفال بـ "عيد النصر في الحرب الوطنية العظمى الروسية 1941 – 1945"، وذلك بعد أسبوعين من احتفالاتٍ مشابهة بمناسبة جلاء القوات الفرنسية عن الأراضي السورية.
وأجرت روسيا في الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل الجاري أوّل بروفة روسية مشتركة مع قوات في النّظام السوري، للعرض الجوي الذي سيقام هناك بمناسبة "عيد النصر".
ونقلت وسائل إعلام روسية، عن الطيار، نيقولاي بيتروف، تأكيده أنّ "البروفة الجوية التي أقيمت الأربعاء تكللت بالنجاح".
وقال الطيار الروسي إنّ مروحيات "كا – 52"، "مي – 35"، "مي – 8 آ إم تي شا" الروسية ومروحيات " غازيل" و"مي – 24" السورية حلقت في سماء "حميميم" على ارتفاع 100 متر وبسرعة 180 كلم/ساعة.
وأضاف أنّ طائرات النقل الروسية "آن – 26" ،"إيل – 20"، آن – 76" على ارتفاع 200 متر وبسرعة 350 كلم/ساعة، تلتها أيضاً في التحليق
كما حلقت طائرة "إيل – 76" و مقاتلتا "ميغ – 29" وقاذفتا "سو-34" على ارتفاع 500 متر ومعها قاذفات "سو-24 إم" الميدانية ومقاتلات "سو-35 إس" حلقت بسرعة 600 كلم/ساعة على ارتفاع 200 متر. واختتمت بروفة العرض الجوي بتحليق مقاتلتي "ميغ – 29".
ورأى الصحفي السوري فراس علواي أنّ "روسيا تحاول من خلال ما تقوم به إظهار نفسها الطرف الأكثر فاعلية بالملف السوري".
وقال "علواي" في حديث لموقع "نداء بوست" إنّ "بوتين يحاول من خلال ما يقوم به من تصرفاتٍ في سوريا إظهار نفسه الرجل القوي المتحكم بالملف السوري والقابض على مفاصل القرار، من هذا المنطلق تتصرف روسيا كدولةِ احتلالٍ بغطاء قانوني يعتمد على طلب "الحكومة السورية" أي النظام السوري الذي لا يزال للأسف معترف فيه في الأمم المتحدة".
واعتبر "علواي" أنّ "الروس يتصرفون وفق منظور بلد مسيطر على بلد آخر مسيطر عليه، وهذا يذكرنا بما كانت تقوم به دول الانتداب في مطلع القرن الماضي".
وختم بالقول إنّ "هذه الرسالة يوجهها الروس للأطراف الأخرى المنافسة له على الساحة السورية خاصة للأمريكان، وذلك من أجل الحفاظ على الورقة السورية كورقة ضغط، ورابحة في أيّ مفاوضات مع الغرب.
وفي 30 أيلول/ سبتمبر من عام 2015 بدأ سلاح الجو الروسي، بشكل علني، بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية ضد مناطق مدنية في عموم البلاد إلى جانب النظام السوري.
وجاء التدخل الروسي بطلب من بشار الأسد، الذي أوضحت رسائل مسرّبة أنّه كان على وشك السقوط فطلب بشكل عاجل التدخل الروسي لوقف تقدم الفصائل.
ووافق مجلس الاتّحاد الروسي على تفويض فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد، الأمر الذي تسبب بمقتلِ وجرح الآلاف من المدنيين السوريين بسلاح الجو الروسي منذ تدخلها في سوريا.
وتعدّ قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية، مركزاً رئيسياً لتجمع القوات الروسية في سوريا، والتي ساندت بشكل كبير قوات النظام السوري في المواجهات مع المعارضة السورية.