نداء بوست- أخبار سورية- القدس
أعاد ناشطون سوريون تداوُل رسالة وجهتها الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة إلى الشعب السوري قبل أكثر من خمسة أعوام، وذلك بعد مقتلها صباح اليوم الأربعاء برصاص قناص إسرائيلي.
وجاءت رسالة أبو عاقلة أثناء الهجوم الروسي على مدينة حلب أواخر عام 2016، والذي انتهى بالسيطرة على المدينة بعد حصارها وارتكاب العديد من المجازر وتهجير قاطنيها.
وكتبت أبو عاقلة منذ أكثر من خمسة أعوام: “رسالة إلى أهلنا في سورية، نود أن نعبر لكم عن محبتنا العظيمة لكم في هذا الظرف الأليم، ولكننا نتمنى عليكم أن تتوقفوا عن استصراخنا لأننا لن نحرك ساكناً، فلا الجثث المتناثرة في الشوارع ولا دموع وصرخات الأطفال ولا أنّات النساء والرجال، ولا كل الجرائم المرتكبة بحقكم ستحرك ضمير العالم”.
وأضافت: “عتبنا عليكم كبير، ألم تأخذوا العبرة ممن سبقكم؟ فمنذ ما يقارب السبعين عاماً ونحن نستصرخ العالم فيما الاحتلال ينهش جسدنا يلتهمنا ويقضمنا لقمة لقمة”.
ومضت بالقول: “لذلك أغمضوا أعينكم وناموا ألف عام، من يدري قد تستيقظون يوماً ما في زمن غير هذا الزمن، تحكمه شريعة الغاب، لعل فيه ذرة من ضمير”.
وصباح اليوم الأربعاء، قضت مراسلة شبكة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار عليها أثناء تغطيتها لاقتحام مدينة جنين في الضفة الغربية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مقتل أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي، شمالي الضفة الغربية، وقالت في تصريح مقتضب: “استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة القطرية، جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين”.
من جانبها، قالت شبكة الجزيرة في بيان: “في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة”.
وأعربت الشبكة عن إدانتها لهذه “الجريمة البشعة التي يُراد من خلالها منع الإعلام من أداء رسالته”، محملة الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل أبو عاقلة.
كما طالبت المجتمع الدولي بإدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعمُّدها استهداف وقتل أبو عاقلة.
كما أصيب منتج الجزيرة علي السمودي، الذي كان إلى جانب أبو عاقلة في تغطية اقتحام الاحتلال لمدينة جنين. وأضافت الشبكة: “نحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة منتج الجزيرة علي السمودي الذي استُهدف مع الزميلة شيرين بإطلاق النار عليه في الظهر أثناء التغطية وهو يخضع للعلاج”.
ووقعت الحادثة بعد اقتحام قوة إسرائيلية مدينة جنين ومحاصرتها منزلاً لاعتقال فلسطيني، مما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع عشرات الفلسطينيين، ليطلق جيش الاحتلال الرصاص الحيّ تجاه المتظاهرين والطواقم الصحافية.