نداء بوست- ولاء الحوراني- درعا
15 آذار أولى صرخات الحرية التي انطلقت من “الحميدية” في قلب العاصمة دمشق ليسمع صداها جنوباً في درعا التي ثارت مُطالبة بمحاسبة من عذب أطفالها بعد كتاباتهم على جدران مدرستهم عبارات عفوية متأثرين بثورات الربيع العربي لتسقط فيها أولى قطرات دم الحرية خطها آذار تاريخاً ضد الظلم والطغيان.
اليوم ومع اقتراب الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية، وبعد بحر من الدماء يُجدد السوريون تمسكهم بالتخلص من نظام وحشي لم يرتوِ بعدُ من دمائهم.
أحمد الذي ترك جامعته، وكان من أوائل المشاركين في المظاهرات التي خرجت في درعا مهد الثورة السورية للمطالبة بمحاسبة من اعتقل وعذب الأطفال الذين كتبوا على جدران مدارسهم عبارات مناهضة للنظام ورئيسه، وقابل النظام سلميتها بيد من حديد مُمعِناً بالقتل والعنف ضد مدنيين محتجين مختاراً الحل العسكري في مواجهتها.
يقول أحمد بردان في حديث لـ “نداء بوست”: اليوم ومع اقتراب الثورة من إنهاء عامها الحادي عشر بعد تلك المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبها النظام وميليشياته وحلفاؤه واتباعه لسياسة التجويع والتهجير والاعتقال التعسفي والتعذيب والحصار لم يبق أمام السوريين خيار سوى الاستمرار والبقاء على العهد حتى تحقيق مطالب ثورة حق وإنهاء عقود من الطغيان واحتكار السلطة بيد ثلة من المجرمين الفاسدين.
أم عبدو التي فقدت اثنين من أبنائها في معارك طاحنة دارت رحاها في درعا، إضافةً إلى أخيها الذي تخفيه زنازين الأسد منذ عشر سنوات، تقول إنها ليست نادمة على مشاركتها وأبنائها في التصدي لوحشية نظام دموي كانت شاهدة على أساليبه القمعية وعدم تواريه عن قصف المدنيين في سبيل بقائه.
وأعربت أم عبدو عن أملها في أن تبقى على قيد الحياة حتى انتصار الثورة بما يحقق طموحات الشعب السوري ويرقى لمستوى التضحيات التي قدمها.
مصعب الزعبي، وهو اسم مستعار لناشط إعلامي في درعا قال لـ “نداء بوست”: إنه ومع اقتراب الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية التي انطلقت حين كسرت درعا حواجز الخوف وقدمت أولى قطرات الدم معلنة بدماء شهدائها تاريخاً للثورة لا تراجع فيه، يبقى الأمل في النصر يلوح في الأفق إذ إن التاريخ وعلى مر العصور أثبت أن ثورة الشعوب لا تموت وأنظمة الدم إلى زوال حتمي.
يبقى آذار شهر الحرية الذي بدأ فيه السوريون تضحياتهم وسطروها بدمائهم معلنين في كل عام من ذكرى ثورتهم بقاءهم على العهد حتى انتصارهم على الظلم.