نداء بوست – سليمان سباعي – حمص
ناشد نازحو مخيم "الركبان" الواقع على الحدود السورية الأردنية المنظمات الإغاثية الدولية للعمل على تأمين احتياجات الأهالي الذين يتجاوز عددهم الثمانية آلاف شخص بما يتعلّق بالطعام، والمياه، ومستلزمات فصل الشتاء الذي بدأت معالمه بطرق أبواب الخيام المهترئة ضِمن المنطقة الصحراوية جنوب شرقي سورية.
مصادر خاصة من داخل مخيم "الركبان" تحدثت لـ "نداء بوست" عن انعدام أبسط مقومات الحياة بداخله، بدءاً من المياه الصالحة للشرب، مروراً بتوفير الطعام والخبز، وصولاً إلى الطبابة، والرعاية الصحية التي تكاد تكون شِبه معدومة، وأخيراً حلول فصل الشتاء الذي بدأ برده ينخر عظام الأطفال، وكبار السن.
ولفتت المصادر إلى أن الموقع النائِيَ لـ "مخيم الركبان" جعله خارج الحسابات من قِبل المنظمات الداعمة لمناطق نزوح الأهالي في الداخل السوري، موضحة أن ما يتمّ تقديمه من "فتات" للنازحين لا يكاد يكفي 10% لقاطنيه في المرحلة الراهنة على الرغم من عشرات المناشدات التي تمّ التوجّه بها للمنظمات الإغاثية للوقوف على الوضع المتردي الذي يعيشه الأهالي ضِمن المخيم.
مُراسل "نداء بوست" في حمص نقل عن مجموعة من أرباب الأُسَر رغبتهم بالعودة إلى منازلهم في محافظة حمص، ودير الزور، ومناطق أخرى أُجبروا على الهرب منها إبان سيطرة تنظيم "داعش" على مناطقهم، هرباً من الوضع المعيشي، والطبي السيئ الذي يمرّون به، واستطردوا بالقول: إن عمليات الاعتقال التي طالت مجموعة من الأشخاص فور عودتهم إلى منازلهم من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري حالت دون إقدامهم على هذه الخطوة.
محمد البوعمر موظّف حكومي سابق قال في معرض حديثه: إن قوات النظام تعتبر كلّ مَن نزح خارج بلدته باتجاه مخيم "الركبان" إما من مناصري الثورة، أو ممن لديهم تواصُل مباشر مع القوات الأمريكية التي تتمركز بمنطقة "التنف" القريبة من المخيم، لا سيما أن الخدمات التي يتمّ تقديمها للأهالي كتوزيع الخبز، وتزويد الخيام بمياه الشرب عَبْر الصهاريج تتم عن طريق فصيل "مغاوير الثورة" الذي يتلقى دعمه من قِبل قوات التحالف المتواجدة على الحدود السورية العراقية.
تجدر الإشارة إلى أن أجهزة المخابرات التابعة للنظام عملت على إنشاء عدد من مراكز الإيواء على أطراف مدينة حمص، وذلك بهدف إجراء دراسات أمنية مخصصة لمن قرر العودة من مخيم "الركبان" إلى قريته، الأمر الذي تسبب بفِقْدان الاتصال مع عشرات الأشخاص بعد اعتقالهم بحُجّة وجود طلبيات أمنية بحقهم.