نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
حافظت العاصمة بيروت على تميزها وتألقها خلال شهر رمضان المبارك، رغم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
الانهيار المالي الذي يعيشه لبنان أرخى بظلاله، وغيّر العديد من عادات وتقاليد الشعب اللبناني في الشهر الفضيل، إلاّ أنّ ميزة رمضان ورونقه وجمال حضوره ما زال موجوداً خاصة في العاصمة بيروت وضواحيها.
وبالرغم من كل الأزمات والأوضاع الصعبة ما زال اللبنانيون يجتمعون على موائد الإفطار، ويهدي الجيران بعضهم بعضاً الطبق الرئيسي على مائدتهم، كنوع من التشكيل.
وأجمل ما في هذا الشهر، أنّ الشوارع تفرغ من المارّة والسيارات، عند الغروب، مع إطلاق مدفع الإفطار، حيث تصبح الطرقات شِبه خالية، وتبقى الأضواء والزينة الرمضانية تزيّن الأحياء والجدران، ويعم السكون أرجاء المدينة، وتمتلئ المدينة بأصوات “طرطقات” الموانئ، وروائح الطعام والأكلات اللبنانية تفوح في كل مكان.
وبعد الإفطار بساعتين، يعود الازدحام إلى الشوارع وتمتلئ بالرجال والنساء الذين يهمون للذهاب إلى صلاة التراويح.
الكبار والصغار، النساء والرجال والأطفال، مشاهد تفتح القلوب عندما ترى المساجد مليئة بالمصلين، ويرددون دعواتهم بأصوات عالية بأن يفرّج الله عنهم كل المآسي والأزمات التي يعيشها البلد، وأن يخرجهم من الشهر الفضيل بأفضل الأحوال.
أما السحور في بيروت فله طعم وشكل آخر، حيث يجول المسحراتي من حي إلى آخر، حاملاً طبلة كبيرة وعصا، يطبّل ويردد الأغاني الرمضانية، من أجل إيقاظ الناس لتناول السحور قبل موعد الإمساك، وفي هذه اللحظات ترى جميع المنازل التي كانت مطفأة، عادت إلى الروح والأضواء.
إذاً، بالرغم من كل المشاكل والأزمات التي أُغرقت فيها بيروت، لا تزال تحافظ على رونقها خاصة في الشهر الفضيل، ويحاول اللبنانيون أن يعيشوا رمضان بكل تقاليده وعاداته وجماله ورونقه، بعيداً عن الضغط المعيشي الذي يعيشونه منذ عام 2019.