خاص – بيروت
دخل لبنان بعد اعتذار الرئيس المكلف "سعد الحريري" عن تأليف الحكومة في مرحلة جديدة قد تكون محفوفة بكثير من المخاطر والتطورات، وربما المفاجآت، التي يُخشى أن تفاقم حال الانهيار التي يعيشها سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً، وأعاد اعتذار الحريري الأزمة الحكومية إلى النقطة الصفر.
من القصر الجمهوري في "بعبدا"، فاجأ الرئيس سعد الحريري اللبنانيين وعايدهم قُبيل عيد الأضحى بإعلان اعتذاره عن تأليف الحكومة، والوصول إلى حائط مسدود مع رئيس الجمهورية "ميشال عون"، وعقب اللقاء قال "الحريري": التقيتُ الرئيس عون وأجرينا مشاوراتنا في الموضوع الحكومي الواضح أنّنا لن نتمكّن من الاتفاق مع الرئيس عون".
وأضاف "إنّنا لن نتمكّن من التوافق". لذلك، قدّمت اعتذاري عن تأليف الحكومة". وختم حديثه، بالقول: "الله يعين البلد".
وقال نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق "مصطفى علوش" في حديث لموقع "نداء بوست": بعد انتظار عدة أشهر ومحاولات متعددة للرئيس سعد الحريري من أجل تأليف حكومة مهمة قادرة على وقف الانهيار والبدء بالعلاج الجدي للمشاكل والأزمات التي يعيشها المواطنون اصطدم بعناد شخصي وسياسي من قبل رئيس الجمهورية وفريقه السياسي بمحاولة لإقصائه وإخراجه وهو ما أدى إلى اعتذاره.
وأكّد "علوش" أن "الهدف من ذلك إخراج سعد الحريري قبل أي شيء آخر"، محمّلاً "رئيس الجمهورية المسؤولية المباشرة عن التعطيل وانهيار البلد واعتذار الحريري"، وأضاف أن "الحريري أخذ هذا القرار على الرغم من اعتراض الكثير من القوى السياسية والقاعدة الشعبية التابعة للمستقبل".
وأردف "علوش" في حديث لـ "نداء بوست" أنّ "المجال اليوم مفتوح لتختار السلطة مسارا جديدا من خلال رئيس وزراء جديد يكلف تشكيل الحكومة"، مشيرا إلى أن موقفهم (أي المستقبل) سيكون مرتبطاً بالمستجدات وطبيعة الحكومة وشكلها وأيضاً برنامجها السياسي والاقتصادي، وأوضح أن وجود شخصية حاقدة أو كيدية في سدة الرئاسة ستكون مضرة وربما كارثية على أي حكومة قد تشكل.
وعن المشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة التي من المفترض أن يدعو إليها رئيس الجمهورية، كشف محدثنا عن أن الحريري سيمارس الخيارات الديمقراطية والدستورية سواء بعدم المشاركة أو في تسمية البديل، مؤكداً أن الإشكالية اليوم مع المعطل الأكبر للتشكيل وهو رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، وأكد أن المهمة الأساسية للحكومة الجديدة كيفية تأمين الانتخابات النيابية في موعدها حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
وفي أول تعليق لها على تصريحات الحريري واعتذاره عن تشكيل الحكومة، قالت الرئاسة في بيان إن الحريري لم يكن مستعدا للبحث في أي تعديل من أي نوع كان، وإن رفضه مبدأ الاتفاق بخصوص التشكيلة الحكومية دليل على أنه اتخذ قرارا مسبقا بالاعتذار، وقالت الرئاسة إن عون طلب من الحريري تعديل الصيغة الحكومية، والعودة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقا، وأضافت أن عون سيحدد موعدا للاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت ممكن بعد اعتذار الحريري.
وبعد اعتذار الحريري فوراً قفز الدولار الأميركي، إلى 23 ألف ليرة لبنانية بعد أن تخطى عتبة الـ 20 ألف ليرة أمس لأول مرة، وهو ما أشعل غضب الشعب اللبناني الذي عاد إلى التحركات وقطع الطرقات من جديد
ومن جانبه أكد الرئيس اللبناني " ميشال عون"، أن بلاده ستتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها حاليا على مختلف المستويات.
كلام عون جاء خلال لقائه في قصر الرئاسة شرق بيروت وفداً من جامعة سيدة الويزة (خاصة)، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية وصل وكالة الأناضول نسخة منه.
وأضاف عون: "لا شيء يجب أن يحبط اللبنانيين رغم قساوة ما يتعرضون له"، متعهدا ببذل كل الجهود للخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعانون منها".