"نداء بوست"-بيروت-ريحانة نجم
لم تسلم جلسة مجلس النواب اللبناني من الأزمات التي تطال كل لبنان، حيث استقبلت أزمة الكهرباء التي تضرب البلد الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي في جلسة منحها الثقة، في قصر اليونيسكو ببيروت، وأخّرت انطلاقتها حوالي 45 دقيقة.
وبعد انتظار النواب في قاعة القصر لحين تأمين الكهرباء، دخل رئيس مجلس النواب نبيه بري وافتتح الجلسة بدقيقة صمت على أرواح شهداء انفجار التليل الذي وقع الشهر الماضي في منطقة عكار شمال لبنان.
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أشار في بداية الجلسة إلى أن "الكلام لن يحل معاناة اللبنانيين، ولكنه أشار إلى أن الحكومة ستتوجه للعمل الجاد لإخراج البلد من الظلمة التي هو فيها"، لافتاً إلى أن "الحكومة تعمل لنيل الثقة في ظرف يحتم مقاربات استثنائية للمعالجات المطلوبة".
وقال ميقاتي "إزاء الأزمة الحادة وما رافقها من انهيار بالعملة الوطنية وارتفاع أسعار السلع، يجد اللبنانيون أنفسهم في حالة غربة عن السجالات السياسية ولا يعنيهم سوى معالجة مشاكلهم وتأمين قوتهم اليومي"، معتبراً أن لبنان في خِضم أزمة اقتصادية واجتماعية ومالية ومعيشية خانقة بلغ الوطن فيها مشارف الانهيار الكامل ولم يشهد لها مثيلاً في تاريخه الحديث".
كذلك أكد ميقاتي التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 واستمرار دعم قوات اليونيفيل ومُطالبته المجتمع الدولي بوضع حدّ للانتهاكات والتهديدات الإسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة، وقال أمام النواب: "متمسكون باتفاقيّة الهدنة والسعي لاستكمال تحرير الأراضي اللبنانية المُحتلّة والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء والتمسّك بحقه في مياهه وثرواته وذلك بشتى الوسائل المشروعة"، مطالباً بـ"استئناف مفاوضات الترسيم من أجل حماية الحدود البحرية اللبنانية وصونها من جهاتها كافة".
وشدد ميقاتي على عزمه "تصحيح الرواتب والأجور في القطاعين العام والخاص والعمل على إقفال المعابر غير الشرعية إضافةً إلى تعزيز الرقابة على الحدود والحد من التهرب الضريبي".
كما كانت الجلسة المقررة عند الساعة الحادية عشرة تأخّرت بسبب انقطاع الكهرباء وفقدان مادة المازوت اللازمة لتشغيل المركز المقرّر للاجتماع.
وبحسب مواقف الكتل البرلمانية ستنال الحكومة الجديدة الثقة بحدود 100 صوت، فيما سيحجب الثقة عن الحكومة تكتل "الجمهورية القوية" وعدد من النواب المستقلين.
وتشكّلت الحكومة اللبنانية برئاسة ميقاتي، بعد 13 شهراً من التعثّر بسبب خلافات سياسية، عقب استقالة حكومة حسان دياب، في 10 آب/ أغسطس 2020، بعد 6 أيام من انفجار مرفأ بيروت.