نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
شهد "المصرف العقاري" في مدينة درعا طوابير من الشباب، الساعين للحصول على إشعار بنكي للهجرة والجوازات، وطوابير أخرى من الطلبة للحصول على إيصال دفع للتقديم على مفاضلة التعليم الموازي، فضلاً عن حشود الموظفين والمتقاعدين لقبض رواتبهم الشهرية أو دفع رسوم جواز السفر للمدنيين. وزاد في الازدحام، تعطُّل الصراف الآلي الموجود أمام المصرف، مما اضطر هذه الأعداد الهائلة من المراجعين والتي تتجاوز الألف شخص يومياً إلى دَفْع مبالغ مالية لعناصر جيش النظام المسؤولين عن تنظيم الدور في المصرف تقدر بـ15000 ليرة مقابل الحصول على إيصالات الدفع لهم من داخل المصرف.
وقال مصدر من داخل البنك رفض ذكر اسمه: "إن ما يزيد من تلك الأزمة هو بُطْء موظفي البنك بعملهم مُتعمِّدين ذلك بالاتفاق مع عناصر النظام مقابل مُحاصَصتهم بالمبالغ المالية التي يتم سلبها من جيوب المواطنين.
وفي حديث له مع "نداء بوست" أشار طالب التعليم الموازي محمد علي (21 عاماً) إلى أنه لم يتمكن من الحصول على إيصال الدفع للتقديم على المفاضلة رغم المحاولات المتكررة على مدار ثلاثة أيام بسبب الأعداد الكبيرة للمراجعين، موضحاً أنه سينتظر طويلاً أمام المصرف، إن لم يدفع "رشوة" لعناصر الجيش المسؤولين عن تنظيم الدور، ليتاح له الدخول للمصرف ودفع الرسوم.
وصرح المواطن موسى بردان لـ "نداء بوست" أنه في البداية انتظر على مدار يومين متتاليين لأكثر من 6 ساعات دون جدوى بسبب الازدحام الشديد، إلى أن دفع 15000 ليرة لأحد عناصر الجيش، وحصل على إشعار بنكي للهجرة والجوازات، مضيفاً أنه اضطر للدفع أيضاً للعناصر الموجودين على باب الهجرة والجوازات ليتسنَّى له الدخول للفرع واستكمال أوراق معاملة جواز السفر.
اعتادت مؤسسات النظام وموظفوها على الفساد والوساطات، كما اعتاد عناصر الجيش على الرِّشَا دون خوف أو رادع، ما يجعل المواطنين أمام خيارين أحلاهما مر، إما إفراغ جيوبهم الفارغة أصلاً أو الانتظار طويلاً في طوابير مزدحمة غير آبِهة بانتشار وباء "كورونا".