نداء بوست- سليمان سباعي – حمص:
قال المحلل الاستراتيجي العميد أحمد رحال خلال اتصال هاتفي مع "نداء بوست" بأن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تميّزت بتوسيع بنك دائرة الاستهداف التي تشمل المواقع الإيرانية، وأماكن انتشارها، وخصوصاً مواقع تخزين الطائرات المسيرة، والصواريخ الدقيقة.
مشيراً إلى أن إسرائيل تمتلك منظومة استطلاع فضائية جوية مميزة، إضافة لوجود شبكة عملاء على الأرض تقوم بتزويدها بكافة الاحداثيات، والتحركات التي تجريها القوات الإيرانية في المنطقة.
ولفت الرحال في معرض حديثه إلى أن الغارات الأخيرة مساء أمس الاثنين استهدفت شحنة صواريخ دفاع جوي كان يتم التحضير لإدخالها إلى لبنان عبر محافظة طرطوس، موضّحاً إلى أن القوات الإيرانية تعمل على رفع علم قوات النظام خلال تنقلهم بهدف تضليل المراقبة الإسرائيلية التي ترصد تحركاتهم، أو من خلال التمركز بالقرب من المواقع الروسية لتفادي الغارات الإسرائيلية، ولم يستبعد في معرض حديثه وجود تعاون روسي إسرائيلي لكشف هذه التحركات. مضيفاً بأن إيران نجحت بالاستحواذ على المربع المؤلف من مطار التيفور ومطار الشعيرات بريف حمص الشرقي، ومطار الضبعة بريف حمص الجنوبي، وصولاً إلى منطقة القلمون، وجعلت منها منطقة خاصة لمستودعات الصواريخ الذكية، والطيران المُسيّر، وسط الحديث عن تمكن طهران في وقت سابق من إدخال قسم من منظومة (PAWR373) دفاع جوي التي عُرضت على النظام السوري إلى داخل الأراضي اللبنانية، وعملت على إدخال القسم الأخر منه، الأمر الذي من شأنه أن يخلّ بتوازنات القوى بين كل من إسرائيل، وحزب الله جنوب لبنان، وهو ما دفع الطيران الحربي لاستهدافها في الغارات الأخيرة.
وأشار المحلل الاستراتيجي إلى أن إيران بدأت بإنتاج الصواريخ الذكية في سوريا، وتحديداً في منطقة البحوث العلمية في قرية الزاوية بمدينة مصياف وسط سوريا، وداخل منطقة الكسوة بريف دمشق، وذلك بعد إدخال معدات الإنتاج إليها، الأمر الذي تعمل إسرائيل على مراقبته، واستهداف أي شحنة يتم العمل على نقلها داخل الأراضي السورية.
وبيّن العميد رحال بأن قوة الانفجار الناتجة عن استهداف مواقع إيرانية جنوب محافظة حمص -بحسب مواقع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي- تؤكد حصول إصابة مباشرة ضمن شحنة مستودعات الصواريخ في المنطقة.
كما ألّمح إلى أن جنوب لبنان، ومناطق النفوذ الإيراني داخل سوريا سيشهدان مرحلة جديدة من التصعيد الإسرائيلي، وذلك نظراً لعدم قبول تل أبيب بإحداث منطقة جنوب سوريا على غرار جنوب لبنان تحت وصاية طهران، بالوقت الذي ستسعى خلاله إيران لاستخدام نفوذها في كل من لبنان وسوريا لزعزعة الاستقرار مع حدودها، ما يعني بأن الرد الإسرائيلي سيكون داخل الأراضي السورية، لافتاً إلى أن كل موقع يحتوي على قوة صاروخية، أو دفاع جوي يتبع لإيران تعتبره إسرائيل هدفاً مشروعاً لها باعتبار أنه يهدد الأمن القومي الإسرائيلي بشكل مباشر.
وحول التصريحات الرسمية للنظام السوري الذي جاء على لسان وزارة الدفاع الذي أعلن فيه عن تمكن المضادات الجوية من التصدي للصواريخ الإسرائيلية، قال "الرحال" بأن الأسد يدرك بأن قواته غير قادرة على التصدي للغارات، أو اسقاط الطائرات نظراً لعدم فعاليتها، وأن لإعلان ما هو مجرد رفع معنويات أمام حاضنته الشعبية، مشيراً إلى إصابة امرأة وحدوث أضرار مادية في قرية سهلات الماء في منطقة الهرمل جراء سقوط أحد صواريخه داخل الأراضي اللبنانية.