"نداء بوست"- خاص- لبنان
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والانهيار الحاصل في لبنان، وشح المساعدات المقدمة للاجئين السوريين، والمضايقات والاعتداءات التي يتعرضون لها حاولت لاجئة سورية (26 عاماً) إحراق نفسها أمام مركز الأمم المتحدة للاجئين في مدينة طرابلس شمالي لبنان، بعدما سكبت مادة البنزين على جسدها، ونقلت على الفور بواسطة سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى السلام المتخصص بالحروق في المدينة.
وقالت مصادر مقربة من اللاجئة السورية لـ"نداء بوست" إنها متزوجة وأم لعدة أولاد وتقيم في بلدة الكورة شرق مدينة طرابلس شمال لبنان، وتنتظر قبول طلبها للهجرة من لبنان بحثاً عن مكان للعيش بأمان بعد تدهور الأوضاع في لبنان على أكثر من مستوى، وأضاف أنها ما زالت في المستشفى ووضعها ليس خطيراً".
الناشط السوري "أبو أحمد" أكد لـ"نداء بوست" أن اللاجئين السوريين وفي ظل الأوضاع المزرية ونظراً للاحتياجات المتزايدة، وجدوا أنفسهم مضطرين للبحث عن خيارات بديلة والسعي للتكيف مع أوضاع البلد حتى لا يصلوا إلى المجهول، ومنها إخراج أطفالهم من المدارس، وعمالة الأطفال، وأحياناً التحرك بدافع من اليأس للسفر هرباً عن طريق البحر إلى قبرص طمعاً في اللجوء إلى أوروبا، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من اللاجئين تعرَّض للاستغلال ونوعٍ من السرقة وعمليات الغش بحجة تأمين سفرهم عَبْر البحر ونقلهم من لبنان".
وأضاف "أبو أحمد" عن تعرض العديد من اللاجئين للطرد من منازلهم بسبب عدم قدرتهم على دفع الإيجار، إضافة إلى أن عدداً منهم يتعرّض لمضايقات واعتداءات من بعض الميليشيات المسلحة لإجبارهم على العودة إلى بلادهم، ناهيك عن المصاعب والعوائق التي يتعرض لها اللاجئون أثناء تجديد إقاماتهم وإجبارهم على دفع مبالغ كبيرة مقابل التجديد.
وطالب الناشط السلطات اللبنانية بتفعيل دورها وتطبيق القوانين والالتزام بالشرعية الدولية لحقوق الإنسان التي تحمي هؤلاء اللاجئين.
يُشار إلى أن مقر الأمم المتحدة في طرابلس يشهد تجمعات يومية للاجئين السوريين الذين يصطفون في طابور بانتظار دورهم للحصول على المساعدات.