حذر وكيل أمين عامّ الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مارك لوكوك" من الإخفاق في تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا.
وقال "لوكوك" في إفادة قدمها، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت بشكل افتراضي، لبحث مستجدات "الأزمة السورية: "سوف ينتهي تفويض مجلس الأمن الخاص بآلية المساعدات الأممية العابرة للحدود في الشمال الغربي من سوريا (معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا) في غضون 6 أسابيع فقط".
وأكّد المسؤول الأممي، أن "الفشل في تمديد هذه الآلية سيؤدي إلى إنهاء عمليات التسليم المباشرة (للمساعدات) من قِبل الأمم المتحدة على الفور".
وحذر "لوكوك" من توقُّف إيصال الطعام لـ 1.4 مليون سوري شهريا، ومن إمداد الدواء ومستلزمات التعليم لعشرات الآلاف من الأطفال والأمهات والطلاب.
وأضاف: سينتهي أيضاً الدعم الحاسم المقدم لقطاعات المياه والصرف الصحي والصحة وإدارة المخيمات، إلى جانب قدرة الأمم المتحدة على توجيه ما يقرب من 300 مليون دولار من التمويل السنوي للعمليات إلى الشركاء المحليين على الأرض".
ونبّه إلى ضرورة الاستعداد، مثل العام الماضي، لسيناريو أسوأ الحالات، ونحن نخطط حالياً لزيادة عدد الشاحنات التي تعبر باب الهوى إلى ما بين 1100 و1200 الشهر المقبل.
وينتهي العمل بآلية إيصال المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر "باب الهوى" على الحدود التركية في 11 تموز/ يوليو المقبل.
وتسعى روسيا في العاشر من تموز/ يوليو القادم لإغلاق معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، عَبْر استخدام حق النقض "الفيتو" ضد تمديد قرار مجلس الأمن الدولي 2533.
وفي حال نجحت روسيا في ذلك، فإنّ أكثر من 3 ملايين مدني مهدَّدون بقطع المساعدات عنهم، عبر "باب الهوى" آخِر معبر حدودي متبقٍّ مع تركيا، والذي يشهد مرور حوالي 85 في المئة من المساعدات المقدمة.
ومن المتوقع أنّ تشهد جلسة مجلس الأمن في 10 تموز، مواجهة "أمريكية – روسية" إذ ترى روسيا أنّ بقاء المعبر على هذا الحال يعتبر انتهاكاً لـ "السيادة السورية"، فيما تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها: إن إغلاق المعبر أمام الأمم المتحدة سيعرض المدنيين للخطر.
وتسعى روسيا إلى إيصال المساعدات عَبْر ممرات يسيطر عليها النظام السوري، الأمر الذي تراه المنظمات الدولية غير موثوق، من حيث تلاعب النظام بالمساعدات وعدم إيصالها لأصحابها، في ظلّ فقدان الثقة بنسبة كبيرة بالنظام السوري، خصوصاً مع وجود تقارير عديدة تؤكد تلاعُبه بالمساعدات الإنسانية.
ومع الإصرار الروسي على استخدام "الفيتو" بشأن المعبر، رأى مسؤول أمريكي في الأمم المتحدة أنه "من الواضح أن المخاطر كبيرة جداً". مؤكداً بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ "واشنطن" ستشارك بنشاط مع الدول المتشابهة في التفكير التي تقف معنا في هذا الأمر ومع الآخرين الذين أعربوا عن بعض الشكوك".
بالمقابل، دعا وزير الخارجية الأمريكي، "أنطوني بلينكين"، مجلس الأمن، بشكل علني، إلى توسيع استخدامه للمعابر الحدودية. في حين لم تكشف روسيا أنها ستستخدم حق النقض أم لا، الأمر الذي يفتح باب التفاوض على ذلك قائماً قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن، لكنّه لن يحصل دون تنازُلات عديدة للروس في سوريا.
وقال عاملون في منظمات إغاثية: إنّ إغلاق المعبر في حال نجحت روسيا في ذلك، سيؤدي لكارثة إنسانية في المحافظة التي يسكنها ملايين السوريين من مختلف المناطق السورية.
وفي عام 2014 وافق مجلس الأمن على خطة لإرسال مساعدات إلى السوريين عَبْر أربعة معابر، مع تركيا والعراق والأردن. لكنّ مجلس الأمن الدولي قلّص في وقت لاحق، عدد المعابر المصرّح للأمم المتحدة باستخدامها إلى واحد وهو "باب الهوى"، وذلك مع زيادة الضغط الروسي لأجل ذلك. وفي تموز/ يوليو 2020 ، مددت إدارة ترامب استخدام الأمم المتحدة معبر "باب الهوى" لمدة عام واحد.