نداء بوست -أخبار دولية- موسكو
أصدر تكتل جديد في روسيا، دُعي بـ “ائتلاف الاشتراكيين المناهضين للحرب”، بياناً رسمياً بخصوص الحرب التي بدأتها روسية على أوكرانيا في 24 من شهر شباط الفائت.
وقال الائتلاف في بيانه: إن الحكومة الروسية نكثت وعودها بتحقيق السلام والاستقرار وقادت البلاد نحو حربٍ ونكبةٍ اقتصادية، مضيفاً أنه “وكعادة الحروب عبر التاريخ، أدت هذه الحرب إلى انقسامنا إلى معسكرين؛ أحدهما مؤيد للحرب والآخر معارض لها. تحاول الآلة الإعلامية للكرملين إقناعنا بالاصطفاف خلف الحكومة، وأن دعاة السلام هم من المارقين البائسين والليبراليين الموالين للغرب ومرتزقة العدو. إنها أكذوبة فوق الاحتمال. لقد أصبح شيوخ الكرملين أقليةً بينما الأغلبية في روسيا لا يريدون حرباً بين الأشقاء، بمن فيهم أولئك الذين لا يزالون يثقون في الحكومة.
وتابع البيان “إنهم يغمضون أعينهم قدر المستطاع فلا يرون كيف ينهار العالم الذي رسمته الآلة الدعائية الروسية أمامهم. لا يزال الكثيرون يأملون أنها ليست حرباً، ناهيكم عن كونها حرباً عدوانية، بل عملية خاصة لـ”تحرير” الشعب الأوكراني. غير أن اللقطات المروعة للقصف الوحشي للمدن ستحطم هذه الأساطير قريباً. وحتى أكثر المخلصين لبوتين سيقولون لم نمنحك موافقةً على هذه الحرب الجائرة”.
وأكّد الائتلاف في بيانه، أن عشرات الملايين من الشعب عبّروا اليوم في أنحاء البلاد عن خوفهم واشمئزازهم من أفعال إدارة بوتين، موضحاً أن “هؤلاء أناسٌ من قناعاتٍ متنوعة، ومعظم من أطلقوا تلك الدعوات ليسوا ليبراليين كما تدعي دعاية النظام، فمن بينهم عدد ضخم من اليساريين ذوي التوجهات الاشتراكية أو الشيوعية. وهؤلاء الناس -أغلبية الشعب- هم وطنيون حقيقيون”.
وذكر أعضاء الائتلاف في البيان أن المعارضين لهذه الحرب “يُقال لهم منافقون لا يقفون ضد الحرب بل يقفون مع الغرب” واصفين ذلك بـ”هراء”. مضيفين: “نحن لم نكن قطُّ من الداعمين للولايات المتحدة وسياساتها الإمبريالية. لم نقف صامتين حينما قصفت القوات الأوكرانية دونتسك ولوهانسك، ولن نصمت الآن حينما تُقصَف خاركيف وكييف وأوديسا بأوامر بوتين وزمرته”.
وزادوا “هناك الكثير من الأسباب للنضال ضد هذه الحرب. وبالنسبة لنا، نحن المدافعين عن العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية” مبينين عدة أسباب جعلتهم يأخذون هذا الموقف من الحرب, وهي كالتالي:
-إنه غزو جائر، فلا يوجد تهديد لوجود الدولة الروسية يتطلَّب إرسال جنودنا ليُقتلوا أو ليموتوا. إنهم لا “يحرِّرون” أحداً، ولا يساعدون أيِّ حركات شعبية. مجرد جيش نظامي يمزق المدن الأوكرانية الآمنة بأمرٍ من حفنة من المليارديرات مِمَّن يحلمون بالحفاظ على قبضتهم على روسيا للأبد.
-سينتج عن هذه الحرب عدد لا يحصى من الكوارث لشعبنا. فكِلا الشعبين، الأوكراني والروسي، يدفع ثمناً غالياً من دمائهم. وبعد أن ينقشع الغبار، سيطال الفقر والتضخم والبطالة كل واحد منا. لن تتحمَّل الطغمة والبيروقراطية فاتورة الحرب بل يتحملها فقراء المعلمين والعمال والمتقاعدين والعاطلين. ولن يعود لمعظمنا طريقة لإطعام أطفالنا.
-ستحوِّل هذه الحرب أوكرانيا إلى أنقاض وروسيا إلى سجن. فقد أُغلِقَت وسائل الإعلام المعارضة، ويوضع الناس خلف القضبان لتوزيعهم منشورات أو مشاركتهم في اعتصامات سلمية، حتى لو كانت تلك المشاركة من خلال النشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي. قريباً سيكون للروس خيارٌ واحد؛ إما السجن وإما التجنيد. تنتج الحرب ديكتاتوريات لم تشهدها من قبل أيٌّ من الأجيال الحالية.
– تضاعف هذه الحرب من جميع أنواع المخاطر والتهديدات على بلادنا. حتى الأوكرانيون الذين كانوا من أسبوع مضى من المتعاطفين مع روسيا، أصبحوا الآن مجندين في ميليشيات لمحاربة قواتنا. فقد محا بوتين بعدوانه هذا كل الجرائم التي ارتكبها القوميون الأوكرانيون وكل مؤامرات الولايات المتحدة وصقور الناتو. بل وقدم لهم تبريرات لوضع صواريخ وقواعد عسكرية على امتداد حدودنا.
– وأخيرًا، فإن النضال من أجل السلام هو واجبٌ وطني على كل روسي. ليس لأننا نشهد أسوأ حرب في التاريخ، بل لأن هذه الحرب تهدد سلامة ووجود روسيا.
وتابع البيان: “يسعى بوتين إلى ربط مصيره الشخصي بمصير البلاد. وإذا نجح في ذلك، فإن هزيمته المحتومة ستكون هزيمةً للبلاد بأكملها. وسيلقى مصير ألمانيا بعد الحرب: احتلال وتقسيم إقليمي وعقدة الذنب الجماعي”.
وختم الائتلاف بيانه بأن “هناك سبيلاً وحيداً لتجنب كل هذه الكوارث. علينا نحن، رجال ونساء روسيا، إيقاف هذه الحرب بأنفسنا. هذه بلادنا، وليست ملكاً لعجائز مخابيل يملكون القصور واليخوت. لقد حان الوقت لكي نستعيد بلادنا. أعداؤنا ليسوا في كييف ولا أوديسا، أعداؤنا في موسكو. وقد حان وقت طردهم. فالحرب ليست حرب روسيا بل حرب بوتين ونظامه.
لهذه الأسباب نعلن نحن الاشتراكيين والشيوعيين في روسيا وقوفنا ضد هذه الحرب المجرمة، ووجب علينا إيقافها لإنقاذ روسيا.
” مُذيِّلين البيان بعبارات: “لا للتدخل، لا للديكتاتورية، لا للفقر”.
ووُقِّع البيان باسم “اشتراكيون ضد الحرب- روسيا”