في أول تعليق من "منظمة الصحة العالمية" على الحملات الرافضة لتعيين النظام السوري في عضوية المنظمة، اعتبرت "الصحة العالمية" أنها أمور سياسية لا علاقة لها بها.
وقالت مسؤولة الإعلام والاتصال في منظمة الصحة العالمية، "إيناس همام": "وفقاً للعملية القياسية، يتم تعيين البلدان المنتخبة في المجلس التنفيذي من قِبل الدول الأعضاء في كل منطقة من مناطق منظمة الصحة العالمية الست، التي ترشح بلداً من نفس المنطقة على أساس نظام الحصص".
وأضافت، بحسب صحيفة "عنب بلدي" أن سوريا (النظام السوري) انتُخبت لعضوية المجلس التنفيذي من قِبل 22 دولة من إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية.
وأوضحت مسؤولة الصحة العالمية أن مهمة المنظمة "تتمثل في تحقيق نتائج صحية أفضل لجميع الناس، بما في ذلك السكان في جميع البلدان".
وبيّنت المسؤولة أنّ المنظمة "ليست مجهزة أو مفوضة لإيجاد حلول سياسية، وتدعو باستمرار جميع الأطراف في البلدان المتضررة من النزاعات إلى احترام الحق في الصحة، وضمان حصول الفئات الأكثر ضعفاً على الرعاية الصحية، وحماية الرعاية الصحية".
وانتخبت منظمة الصحة العالمية، النظام السوري لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة، وهو منصب يسمح للنظام بأن يكون ممثلاً عن الشرق الأوسط في هذه العضوية.
وأعلنت المملكة المتحدة أن انتخاب النظام السوري لعضوية منظمة "الصحة العالمية"، يتناقض "بشكل صارخ" مع استهدافه المستمر للمنشآت الطبية والعاملين فيها، ومنعه وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البريطاني، "جيمس كليفرلي"، في تغريدة عَبْر "تويتر"، الخميس: إن على "أعضاء المجلس في منظمة الصحة الدفاع عن حقوق الإنسان، وليس انتهاكها".
وأضاف الوزير البريطاني بأن ثلاث هيئات تابعة للأمم المتحدة وجدت أن النظام السوري مسؤول عن فظائع عدة بحق الشعب السوري، "ونظامه سيلعب الآن دوراً في إدارة منظمة الصحة العالمية!".
وأكد "كليفرلي" على وجوب حماية المرافق الطبية والعاملين الصحيين، والسماح بوصول المساعدات دون عوائق داخل سوريا وعَبْر حدودها؛ لإتاحة وصول إغاثة حيوية، كلقاحات "كورونا" للمحتاجين إليها، أكثر من أي وقت مضى.
من جهته أعرب وزير الصحة الألماني، "ينس شبان" عن أسف بلاده لاختيار النظام السوري عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية رغم جرائمه المرتكَبة ضدّ المرافق الصحية.
وقال الوزير الألماني خلال مؤتمر صحافي في برلين، أمس الثلاثاء: إنه "لست سعيداً على الإطلاق؛ لأن النظام السوري، الذي شن حرباً مدمرة ومميتة استمرت لعقد من الزمن ضد معارضيه، قد تم اختياره لشغل مقعد في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية!".
كما باشرت منظمات أممية وحقوقية العمل على تعليق عضوية النظام السوري في المكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية بعد أيام على انتخابه، وذلك من خلال الضغط على المنظمة العالمية.
وأوضحت مصادر إعلامية أنّ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يمارس الضغط بشكل مباشر لوقف عضوية النظام السوري, وكذلك الجمعية الطبية السورية- الأميركية (سامز).
وبحسب تلك المنظمات فإن "الهدف حاليا هو تعليق عضوية النظام في المكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية؛ لأن سحب العضوية قد يكون من الصعب لاعتبارات قانونية.
وتستند المنظمات الإنسانية والأممية في تحركاتها ضد النظام السوري، على تحقيقات سبق وأن وثقت "جرائم الحرب" التي ارتكبها النظام في سوريا، وعمليات القصف الذي طال المستشفيات والنقاط الطبية بمختلف أشكالها.