عقد المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، مؤتمراً صحفياً اليوم الثلاثاء، هو الأول منذ الدخول إلى العاصمة "كابول"، تحدث خلاله عن خطة الحركة لإدارة البلاد، والإستراتيجية التي ستتبعها داخلياً وخارجياً.
وقال "مجاهد" إن "طالبان" لا تريد تكرار الحرب والقتال، ولا بناء العداوات في الداخل والخارج، وستلتزم بحقوق المرأة، وستسمح لها بالعمل في عدد من القطاعات، مشيراً إلى أن الحركة ستعمل على إقامة نظام سياسي إسلامي شامل في أفغانستان.
وحاول تقديم صورة جديدة عن "طالبان" مغايرة لتلك المرسومة في عقول المواطنين الأفغان ولدى المجتمع الدولي، خاصة في ما يتعلق بالممارسات القاسية التي كانت تمارسها محلياً خلال فترة حكمها بين عامي 1996 و2001، فضلاً عن العبارات التطمينية التي وجهها إلى الولايات المتحدة تحديداً بأن أفغانستان لن تكون منطلقاً للهجمات "الإرهابية".
كما توجه المتحدث إلى المجتمع الدولي بالقول: "نطمئن كل العالم والولايات المتحدة إن أفغانستان لن تكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية"، مضيفاً أن البلاد "تمر بمرحلة حساسة من تاريخها، وبنهاية الحرب ستركز "طالبان" على إعادة البناء والاستثمار".
وأشار إلى أن الحركة أصدرت عفواً عن كل من وقف ضدها، وأنها لا تريد استمرار الحرب، وتسعى إلى زوال كل أسبابها، وستحترم المعتقدات الدينية والقيم الروحية لجميع المواطنين الأفغان، ولن تسمح بإثارة النعرات على أساس العرق أو الدين.
"مجاهد" لم يغفل خلال مؤتمره الصحفي إظهار انفتاح الحركة على الدول الغربية والإقليمية، واستعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية معها، وتأمين بعثاتها الدبلوماسية في أفغانستان. ومضى بالقول: "منفتحون على النقد ونطالب وسائل الإعلام بالحيادية، ولن نسمح لأي وسيلة إعلامية بمخالفة قيم الشعب الأفغاني أو تعاليم الإسلام، ولن ننتقم من المتعاونين مع الاحتلال ولا مع أفراد النظام السابق، وهم شركاؤنا في بناء وطننا".
منظمة "مراسلون بلا حدود" الناشطة في الدفاع عن حرية الصحافة، أكدت أن "ذبيح الله مجاهد" أعطاها تطمينات خلال حوار أجرته معه يوم الأحد الماضي، باحترام حرية الصحافة، معتبراً أن ذلك سيكون مفيداً للمتجمع وسيسهم في تصحيح أخطاء القادة.
جدير بالذكر أن العديد من دول العالم أكدت أن التعامل مع الحكومات القادمة في أفغانستان مرهون بسلوك "طالبان"، واحترامها لحقوق الإنسان وعدم إيواء "الإرهابيين"، ويبدو أن الحركة فهمت هذه الرسالة وسارعت لمغازلة تلك الدول بمؤتمرها الصحفي هذا.