أعرب وزير الصحة الألماني، "ينس شبان" عن أسف بلاده لاختيار النظام السوري عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية رغم جرائمه المرتكَبة ضد المرافق الصحية.
وقال الوزير الألماني خلال مؤتمر صحفي في برلين، أمس الثلاثاء: إنه "لست سعيداً على الإطلاق لأن النظام السوري، الذي شن حرباً مدمرة ومميتة استمرت لعقد من الزمن ضد معارضيه، قد تم اختياره لشغل مقعد في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية".
وأضاف الوزير الألماني لوكالة "أسوشيتد برس": أن "التعاون الدولي بين الدول ذات السيادة ضروري للتنسيق ووضع المعايير معاً، محذراً من أن وضعاً مشابهاً قد ينشأ أيضاً في المنتديات الدولية الأخرى مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".
وأوضح "ينس شبان" أن "اختيار النظام السوري دون جدل أو معارضة، يعكس ضرورة العمل مع بعض الحكومات من أجل مصلحة شعوبها، وخاصة في قضايا الصحة".
ولفت في حديثه أن "هذه هي عيوب السياسة الواقعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمسائل الصحية والرعاية الصحية للسكان، فإن السؤال دائماً هو: مَن الذي نعاقبه هنا إذا لم نجعل التعاون ممكناً؟ هل نعاقب النظام أم الشعب؟".
وانتخبت منظمة الصحة العالمية، النظام السوري لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة، وهو منصب يسمح للنظام في أن يكون ممثلاً عن الشرق الأوسط في هذه العضوية.
وقالت منظمة الصحة العالمية عَبْر حسابها في "تويتر": "تم انتخاب سوريا (النظام السوري) كعضو جديد في منظمة الصحة العالمية ضِمن المجلس التنفيذي، مع آخرين انضموا حديثاً لمدة 3 سنوات". ولم تُشِر المنظمة إلى إمكانية أن تسمح العضوية للنظام السوري أن يكون ممثلاً في الشرق الأوسط عن المنظمة الدولية.
ولم يسلم من الهجمات العاملون في مجال الرعاية الصحية، ووسط القصف ومقتل المئات منهم، بات العاملون في المجال الطبي يخشون على أنفسهم، ما دفع الكثير منهم إلى مغادرة البلاد.
وأوضح تقرير "لجنة الإنقاذ الدولية" أنّ حوالي 70 في المئة من العاملين في القطاع الصحي غادروا البلاد، وباتت النسبة الآن طبيب واحد لكل 10 آلاف سوري.
والمنظمة ذاتها التي منحت "النظام السوري" العضوية "أحصت في وقت سابق، 337 هجوماً على مرافق طبية في شمال غربي سوريا بين عامَيْ 2016 و 2019. وأوضحت المنظمة أنّ "نصف المنشآت الطبية البالغ عددها 550 في المنطقة بقيت قَيْد الخدمة".