تستمر عملية إعادة ترميم الجامع الكبير في مدينة إدلب، للشهر الثالث على التوالي، وذلك بهدف إبراز جماله التاريخي، وإعادة إقامة الصلوات فيه بعد توقفها قبل عدة أعوام.
ويقع الجامع في الجهة الجنوبية الشرقية في إدلب، ويعتبر واحداً من أكبر جوامع المدينة، إن لم يكن أكبرها، حيث تتجاوز مساحته دونماً و30 متراً مربعاً.
ويعد الجامع الكبير في إدلب صرحاً تاريخياً قديماً متميزاً بآثاره وحضارته، ويعود تاريخ بنائه إلى مئات السنين، وتحديداً إلى عهد "المماليك"، كما شهد في عهد "العثمانيين" عملية توسعة.
ويشرف على عملية الترميم هذه، -التي تعتبر الأكبر في تاريخ الجامع-، لجنة مختصة مؤلفة من عدة شخصيات، مهمتها متابعة أعمال البناء، ومخاطبة أبناء المدينة لجمع التبرعات منهم.
وقال مسؤول اللجنة "أبو النور حلفايا" إن عملية الترميم بدأت قبل أكثر من شهرين، وتستهدف كافة أقسام المسجد، من الساحة الخارجية والداخل والقباب الأثرية، إضافة إلى المئذنة التي جرى ترميمها "دون المساس بعبقها التاريخي".
وأشار "حلفايا" في حديثه لموقع "نداء بوست" إلى أن ترميم الجامع يتم من خلال جمع التبرعات، من الأهالي والتجار وميسوري الحال، مضيفاً أن عدداً كبيراً من أبناء المنطقة تفاعل مع الحملة وتبرعوا لها.
وعن كيفية جمع الأموال، قال "إبراهيم الزير" مسؤول ملف التبرعات في اللجنة، إنه يتم استهداف التجار والمغتربين بشكل أساسي، إضافة إلى أصحاب المحال التجارية في أسواق إدلب، الذين يقومون بالتبرع بشكل مستمر.
ولفت "الزير" في حديث لموقع "نداء بوست" إلى أن ترميم الجامع يحتاج مبالغاً مالية كبيرة، وأكثر من عاملاً يعملون بشكل يومي، بسبب مساحته الكبيرة، وتعدد أقسامه.
جدير بالذكر أن الجامع تعرض خلال السنوات الماضية للقصف عدة مرات من قبل قوات النظام السوري، ما أدى إلى تضرر بعض جدرانه.