نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
يشتكي الموظفون في الدوائر التابعة لحكومة النظام من تدنِّي الأجور والرواتب التي لا تكفي سوى خمسة أيام في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والتدهور المعيشي.
وخصوصاً بعد انهيار الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي ونضوب خزينة الدولة، حيث أصبح راتب الموظف لا يكفي لشراء حاجاته الأساسية.
الأمر الذي أدى إلى انتشار الفساد والرشوة في الدوائر الحكومية، وأصبحت عادة يعتبرها البعض أمراً طبيعياً لقلة الرواتب وعدم قدرة العاملين على تأمين احتياجات عائلاتهم حيث يبلغ متوسط الرواتب ما يعادل 25 دولاراً بينما تحتاج العائلة في سورية لـ 300 دولار على الأقل لسد رمقها وتأمين احتياجاتها الضرورية فقط.
رهف موظفة وزوجة لمعتقل في سجون النظام لا يتجاوز راتبها الشهري 65 ألف ل.س قالت لـ "نداء بوست": إن راتبها لا يكفي خمسة أيام فقط من الشهر لذا اضطرت للعمل في الخياطة لتسد احتياجات أبنائها الخمسة وتؤمِّن الإيجار الشهري للمنزل الذي تعيش فيه.
من جهته، نورس أكد لـ "نداء بوست" أن راتبه لا يكفي ثمن أجور المواصلات اليومية للذهاب لعمله لكنه يتمسك بالوظيفة نظراً لعدم قدرته على إيجاد فرصة عمل إضافية وعن زيادة الرواتب أضاف أن الزيادة لم تُغنِ ولم تُسمِنْ من جوع حيث رافقها زيادة في الأسعار ويجب أن تكون عشرة أضعاف الراتب حتى تُسمى زيادة.
عدنان مدرس في إحدى مدارس الريف الشرقي أخبرنا بأن راتبه المتدني دفعه للعمل كسائق "تاكسي" أجرة بعد دوامه بدءاً من الساعة الثالثة عصراً وحتى 12 ليلاً، علّه يجني قليلاً من المال يستطيع من خلاله تأمين تكاليف أسرته في ظل الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق.
غياب دور الحكومة الفعليّ في مساعدة موظفي الدولة على مواجهة الغلاء الفاحش دفع إلى انتشار الفساد والرِّشَا واستنزاف جيوب المواطنين دون رادع، وهو ما اعتادت عليه مؤسسات النظام وموظفوها منذ زمن طويل.