نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
أنقذ الجيش اللبناني 47 مهاجراً وانتشل جثة طفلة من مياه البحر قُبالة شاطئ مدينة طرابلس شمالي لبنان، وما زالت عمليات الإنقاذ مستمرة بحثاً عن مفقودين.
وكان زورق ينقل ستين شخصاً من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين بطريقة غير نظامية إلى أوروبا غرق قُبالة شاطئ الميناء في مدينة طرابلس شمالي لبنان.
وعلى الفور أرسل الجيش اللبناني مراكبَ وزوارقَ له، وعملت عناصره على انتشال جثة طفلة، كما تمكنت من إنقاذ 47 شخصاً، فيما لا تزال أعمال الإنقاذ قائمة.
وأعلن الأمين العامّ للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة أن 12 سيارة للصليب الأحمر توجّهت إلى المكان وأن 8 أشخاص نُقلوا إلى المستشفى، وحالاتهم ليست خطيرة، كما استنفر جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية فِرَقه لإسعاف ركاب الزورق، وساعد في نقل عدد من الناجين إلى مستشفيات المدينة.
وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، تابع التفاصيل والتطورات مع قيادة الجيش اللبناني الذي يباشر عمليات الإنقاذ إلى مرفأ طرابلس، معطياً توجيهاته إلى المعنيين في المرفأ بضرورة وضع كل ما يلزم لكافة الفِرَق المشاركة في عمليات الإنقاذ، وكذلك وضع الإمكانيات والتسهيلات كافة في المرفأ لأجل ذلك.
ولفت إلى أن إنقاذ الأرواح في هذا الحادث الأليم هو الأمر الذي يستلزم استنفار كل الأجهزة المعنية بعمليات الإنقاذ، وقال إنه يتابع الحادث الأليم لحظة بلحظة مع المسؤولين في المرفأ وجميع الجهات التي تشارك في عمليات الإنقاذ الجارية حالياً.
من جهته، تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، موضوع غرق الزورق، وأجرى لهذه الغاية اتصالاً بقيادة الجيش للاطلاع على ملابسات الحادث، طالباً استنفار الأجهزة المختصة لإنقاذ الركاب. كما أجرى اتصالاً بالوزير حمية لاستنفار جميع المعنيين في مرفأ طرابلس للمساهمة في عملية الإغاثة.
وسادت بمحيط المرفأ حالةٌ من الغضب العارم من قِبل الأهالي الذين علموا بحالة الوفاة، وكشف أحد الناجين من غرق الزورق أن المركب اصطدم مع الطراد العسكري محملاً المسؤولية لربّان المركب.
في حين أشارت المعلومات أن عطلاً في الزورق هو الذي أدى إلى غرقه في المياه الإقليمية اللبنانية.
وانطلق الزورق من جهة القلمون جنوبي طرابلس، وتعرض للغرق قرب جزر الرنكين قُبالة المدينة أثناء مغادرته الأراضي اللبنانية بطريقة غير نظامية.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة وانهيار في العملة الوطنية أمام الدولار، وارتفاع نسب الفقر والبطالة، دفعت موجات من اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين المقيمين في لبنان إلى المخاطرة برحلة بحرية إلى أوروبا على متن زوارق صغيرة معرّضة للغرق.
كما يشهد لبنان بعد أقل من شهر (في الخامس عشر من أيار المقبل) استحقاقاً دستورياً (الانتخابات النيابية) يعتبر مفصلياً في حياة اللبنانيين، لأنه سيحدد مصير ومستقبل البلد، وشكل المجلس النيابي الجديد، ومدى قدرة اللبنانيين وإرادتهم الحقيقية بالتغيير والتخلص من السلطة الحاكمة المسؤولة عن الأزمات التي يعيشها البلد.