نداء بوست – محمد الشيخ
يتجدد الحديث عن احتمالية عودة العمليات العسكرية إلى سوريا، بعد الانتخابات التي أجراها النظام مؤخراً، وانتهت بمنح “بشار الأسد” ولاية رئاسية جديدة، خاصة وأن الأخير تمسك طيلة السنوات الماضية بالحل العسكري، وجعل منه خياراً لمواجهة جميع التحديات الداخلية والخارجية التي تعترضه.
ومن غير المستبعد أن يُقدم النظام السوري على خطوة كهذه، مدفوعاً بنشوة “الانتصار” الذي حققه في الانتخابات، إلا أنه في الوقت ذاته، قد تُشكل أي عمليات عسكرية جديدة وما سينتج عنها من أزمات إنسانية، عائقاً أمام جهود إعادة التأهيل والتطبيع معه، المتوقع أن تبذلها روسيا خلال الفترة القادمة.
وتعزز الفرضية الأولى، التهديدات التي أطلقها عدد من مسؤولي النظام بعد إعلان التجديد لـ”الأسد”، ووعيدهم بالسيطرة على مناطق الشمال الغربي والشمال الشرقي، وإن كانت حدة التهديدات الموجهة لمحافظة إدلب مرتفعة بشكل أكبر من تلك التي تخص شرق الفرات.
وكانت أبرز تلك التصريحات على لسان مفتي النظام “أحمد بدر الدين حسون”، الذي زعم في حديث لقناة “الميادين” أن “المقاومة الشعبية قادمة إلى شمالي سوريا، ولن تبقي أمريكياً في المنطقة”، مضيفاً: “ستروننا في الشمال الشرقي وإدلب عاجلاً أم آجلاً”.
روسيا هي الأخرى، جددت الاتهامات التي تطلقها بين الحين والآخر بوجود تحضيرات لهجوم كيميائي في إدلب، وزعم نائب وزير خارجيتها “ميخائيل بوغدانوف”، في تصريح صحفي أدلى به في 23 من الشهر الجاري أن تلك “الاستفزازات قد تحدث في يوم الاقتراع أو قبله أو بعده”، مضيفاً: “لم نحقق بعد انتصاراً كاملاً على الإرهابيين في المنطقة على وجه الخصوص”.
احتمالية عودة التصعيد
يعكس الخطاب الذي يقدمه النظام السوري والسلوك الذي يتبعه، منذ العقود الخمسة الماضية، وبعد اندلاع الثورة الشعبية ضده عام 2011 استمرار تمسكه بالخيار العسكري والأمني كأساس لحل جميع التحديات التي تواجهه، مستنداً في ذلك على الدعم غير المحدود الذي تقدمه روسيا وإيران له.
ويلاحظ المتابع للملف السوري، عدم حدوث أي تغير في عقلية النظام وطريقة تعامله مع السوريين بشكل خاص، رغم التطورات الكثيرة التي طرأت على البلاد خلال السنوات العشر الماضية، ودخول “الأسد” في عزلة دولية غير مسبوقة بسبب جرائمه وانتهاكاته.
ومن غير المستبعد أن يجدد النظام السوري التصعيد ويبدأ عملية عسكرية ضد إحدى المناطق الخارجة عن سيطرته مزهواً بنتائج الانتخابات الأخيرة، وفقاً لما يرى العميد الركن “فاتح حسون”، الذي أشار إلى أن النظام لا يقبل الحلول السياسية، ويجنح في تركيبته العميقة للعمل العسكري.
ويعتقد “حسون” أن النظام لن يُقدم في الوقت الحالي على التصعيد، كون اهتمامه منصباً الآن على تحصيل المكاسب السياسية، وتحسين علاقته مع محيطه وخاصة العربي، بهدف الدفع باتجاه العودة إلى الجامعة العربية.
وقبل أيام، تحدثت “بثينة شعبان” المستشار الخاصة لرئيس النظام السوري، عن جهود يبذلها نظامها لتحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية، معتبرة أن “الأيام القادمة قد تشهد نتائج ذلك”، وتزامن هذا التصريح مع إجراء وزير تابع للنظام زيارة إلى الرياض للمرة الأولى منذ عام 2011.
3 مسارح محتملة للعمليات
إذا ما قرر النظام المضي في الحسم العسكري، ومحاولة ضم مناطق جديدة إلى خارطة سيطرته، فإن أنظاره تتجه نحو 3 من أصل 5 مناطق خارجة عن سيطرته بشكل كامل أو يحكمها شكلياً، وهي “التنف” الواقعة على الحدود السورية العراقية الأردنية، والجنوب (درعا، القنيطرة، السويداء)، وشرق الفرات، ومنطقة عمليات “نبع السلام”، ومحافظة إدلب وريف حلب.
ومن المرجح أن النظام سيسعى لفرض سيطرته أو تعزيز نفوذه بشكل أكبر في منطقة الجنوب التي دخلها عبر اتفاق تسوية عام 2018، وفي شرق الفرات التي انتشرت قواته فيها عقب عملية “نبع السلام” أواخر عام 2019، إضافة إلى محافظة إدلب شمال غربي البلاد، الهدف الدائم للنظام وروسيا.
1 – منطقة الجنوب
تشهد منطقة الجنوب منذ دخولها في اتفاق “التسوية” عام 2018، تحركات شعبية مناهضة للنظام، وعمليات تصفية واغتيالات تطال عناصر الأفرع الأمنية والأشخاص المتعاملين معهم، إضافة إلى المقاتلين السابقين في فصائل المعارضة الذين رفضوا فكرة “المصالحة”.
وأما السويداء المجاورة فإن سيطرة النظام فيها تعتبر شكلية، حيث تدير “فصائل محلية” المحافظة، التي تشهد بين الحين والآخر تحركات مناهضة لـ”الأسد”.
واعتبر العميد “فاتح حسون” في حديثه لموقع “نداء بوست” أنه في حال قرر النظام السوري القيام بعمل عسكري، فإنه سيتجه جنوباً، لأسباب عدة من بينها، عدم وجود رغبة بمجابهة “قسد” المدعومة أمريكياً، وتحكم روسيا بملف إدلب، ورغبتها بتجنب التوترات مع تركيا في الوقت الحالي.
وأضاف: “لذلك من الممكن أن يختار النظام جبهة الجنوب كون المعارضة السورية فيها ضعيفة، وتقتصر على بعض مجموعات المقاومة المتفرقة في بعض المناطق، وانتشار قواته والميليشيات الإيرانية فيها واسع وكبير”.
من جانبه، رأى الصحفي السوري “وليد النوفل” المنحدر من محافظة درعا، أن التصعيد قادم إلى منطقة الجنوب، وأن النظام سيسعى إلى حسم ملف درعا والقنيطرة بالإضافة إلى السويداء، حتى وإن لم يكن ذلك على المدى القريب، خاصة وأن فصائل المنطقة باتت منزوعة السلاح الثقيل بعد اتفاق “التسوية” الذي تم التوصل إليه صيف عام 2018.
وأشار “النوفل” في حديث لموقع “نداء بوست” إلى أن النظام السوري وروسيا لا يحترمان المواثيق والاتفاقيات، ومن الممكن بأي لحظة ولأي سبب مهما كانت قيمته، أن يتم نسف اتفاق “التسوية”، واقتحام المناطق الخارجة عن سيطرته الفعلية، التي تشهد احتجاجات وتحركات شعبية مستمرة، بهدف إنهاء هذا الملف الذي بات مصدر قلق دائم له.
ويؤكد “النوفل” أن العمل العسكري في الجنوب لن يكون سهلاً على النظام، حيث ستصطدم قواته بمقاومة في العديد من المناطق، خاصة وأن قرى وبلدات ريف درعا شهدت العديد من العمليات ضد الأفرع الأمنية والشخصيات المتعاونة معها.
ورجح محدثنا أن يفرض النظام مزيداً من التهجير على أبناء المنطقة الرافضين لـ”التسوية”، من عسكريين ومدنيين وناشطين، بهدف إفراغ الجنوب من الشباب، ما يعني تمرير المشروع الإيراني في درعا والقنيطرة بسهولة.
وبالنسبة للسويداء، فإن تعقيداتها ستكون أقل من باقي مناطق الجنوب، وكون النظام يتجنب الاصطدام مع الأقليات، فإنه سيسعى إلى تعزيز وجوده في المنطقة، من خلال التوصل لاتفاقيات “تسوية” مع “الفصائل المحلية” أو دمجها في القوات التابعة له، أو استهداف التشكيلات الرافضة لذلك بعمليات اغتيال واقتحامات محدودة، وفقاً لما يرى “النوفل”.
ويتوافق العميد “حسون” مع ما ذكره “النوفل” بخصوص ملف السويداء إلى حد كبير، حيث أشار إلى أن النظام يتعامل مع ملف المحافظة بشكل مختلف عن طريقة تعامله مع ملف درعا والقنيطرة، الذي يعتمد في إدارته على السبل الأمنية والعسكرية.
وأشار “حسون” إلى أن النظام يتبع في السويداء سياسة اللين والاسترضاء، كونه يحاول الظهور بمظهر حامي الأقليات، وسيعمد بناءً على ذلك إلى اختراق أهالي المحافظة أمنياً لإخضاعها لسلطته، من خلال تنشيط عصابات الخطف والسلب والاتجار بالمخدرات.
2 – شرق الفرات
تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات الغنية بالنفط، وتنتشر قوات النظام في العديد من المواقع فيها بشكل شكلي فقط، دون أن يكون لها أي دور في إدارة المنطقة أو اتخاذ القرارات.
ودخلت قوات النظام إلى منطقة شرق الفرات أواخر عام 2019، بتسهيل من “قسد”، وذلك بعد تعرض مواقع الأخيرة لهجوم من قبل الجيش الوطني السوري والتركي في إطار عملية “نبع السلام”.
وتمر العلاقات بين النظام و”قسد” بتجاذبات وتقلبات كثيرة، حيث يتهم النظام “قسد” بالعمالة للولايات المتحدة ويطلق باستمرار تهديدات بـ”تحرير” المنطقة الواقعة تحت سيطرتها، في حين تقوم هي بتزويده بالنفط والمحروقات.
وتصاعدت حدة التوترات بين الجانبين في أواخر شهر نيسان/ أبريل الماضي، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهما في حي “طي” في مدينة “القامشلي”، انتهت بطرد قوات النظام منه، كما توترت العلاقات السياسية حين رفضت “قسد” إجراء الانتخابات الرئاسية في مناطق سيطرتها رغم المحاولات الحثيثة لذلك.
وتنتشر في منطقة شمال شرقي سوريا، عشرات القواعد العسكرية الأمريكية، الأمر الذي يشكل العائق الأكبر أمام قيام النظام بتنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة أو مجرد التفكير بها، إلا أنه وبالرغم من ذلك أعلن في العديد من المناسبات عن تشكيل “مقاومة” شعبية لطرد “المحتل” الأمريكي و”قسد”.
وحول إمكانية قيام النظام بعملية عسكرية في المنطقة، رأى الباحث في مركز “جسور” للدراسات “أنس شواخ” أنه من المستبعد أن يقدم النظام على شن عملية واسعة النطاق ضد قسد، مع إمكانية حدوث اشتباكات أو عمليات تصعيد محدودة شبيهة بما جرى في حي “طي”.
ورجح “شواخ” في حديث لموقع “نداء بوست” أن يلجأ النظام لزيادة نشاط الخلايا الأمنية التابعة له في المنطقة تحت مسمى “المقاومة الشعبية”، وحشد وتجنيد أبناء القبائل العربية، مستغلاً تزايد النقمة الشعبية ضد “قسد” نتيجة تردي الوضع المعيشي والأمني والتجنيد الإجباري.
وأكد أن فرص النظام في المنطقة لا تزال قليلة جداً إلى الآن، بسبب انتشار قوات التحالف الدولي فيها، وافتقار النظام وحليفه الروسي إلى القدرة أو الآلية المناسبة لكسب القبائل العربية وحشدها إلى جانبهم ضد “قسد”.
بدوره، استبعد المحلل العسكري العقيد “أديب عليوي” أن تشهد منطقة شرق الفرات توترات بين “قسد” والنظام، كون هذه المنطقة حيوية ومحمية من قبل الولايات المتحدة، معتبراً أن النظام “يسعى للحفاظ على تواجده هناك الذي لم يكن لولا الوجود الروسي وحاجة قسد له”.
وعلى الرغم من حديثه المتكرر عن تشكيل مجموعات من أبناء العشائر تحت مسمى “المقاومة الشعبية”، وتصريحات التهديد التي يطلقها بين الحين والآخر حول طرد “الاحتلال” الأمريكي، إلا أنه من المستبعد أن يتجه النظام نحو مناطق النفوذ الأمريكي شمال شرقي سوريا، وفقاً لما يرى المحلل العسكري العقيد “مصطفى فرحات”، الذي أكد أن ذلك الخطاب يستهدف حاضنة النظام بالدرجة الأولى.
وأكد “فرحات” في حديث لموقع “نداء بوست” أن النظام يدرك أن توجهه نحو منطقة شرق الفرات هو لعب بالنار، وقد يؤدي إلى نهايته، موضحاً أنه يرفع سقف طلباته وتصريحاته بهدف الحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية.
3 – إدلب
منذ توقف الحملة العسكرية على محافظة إدلب شمال غربي سوريا بموجب اتفاق توصل إليه الرئيسان الروسي “فلاديمير بوتين” والتركي “رجب طيب أردوغان” في آذار/ مارس 2020، والمنطقة تتعرض لخروقات وقصف مدفعي وصاروخي تارة، وغارات جوية تارة أخرى.
وغالباً ما يتزامن التصعيد الذي تتعرض له إدلب مع تصريحات من قبل روسيا حولها أو مع تطورات في الملفات الإقليمية التي تحاول موسكو الزج بها بالملف السوري والربط بينها، وذلك بهدف الضغط على تركيا وابتزازها.
وقبل تنظيم انتخابات النظام الأخيرة، زعم نائب وزير الخارجية الروسي وجود مخاوف لدى بلاده من تنفيذ هجمات كيميائية في إدلب، كما جددت وزارة الدفاع الروسية حديثها عن وجود خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل من تصفهم بـ”الإرهابيين”.
ولا تخفي روسيا ولا النظام الرغبة بقضم مساحات جديدة من محافظة إدلب، وأرياف حلب وحماة واللاذقية المتاخمة لها، ومن ثم فرض السيطرة الكاملة على المنطقة التي تضم أكثر من 4 ملايين مدني، معظمهم من النازحين والمهجرين.
وأثار الظهور الأخير لقائد “الفرقة 25” المرتبطة بروسيا “سهيل الحسن”، في مدينة “معرة النعمان” جنوب إدلب، ومشاركته بالانتخابات من هناك، التساؤلات حول إمكانية تعرض المنطقة لهجوم جديد، خاصة وأن اسم الميليشيات التي يقودها المعروفة بـ”قوات النمر” مرتبط بعمليات التصعيد والمجازر.
وحول إمكانية تعرض المنطقة لهجوم جديد، استبعد العميد “فاتح حسون” في حديثه لموقع “نداء بوست” أن يقوم النظام في الفترة القريبة القادمة بعملية عسكرية برية في إدلب، مرجحاً أنه سيستمر في قصفها مع محاولات للتقدم على بعض المحاور بشكل محدود.
وأرجع “حسون” ذلك إلى عدم قدرة النظام حالياً على القيام بعمل عسكري شامل بسبب العقوبات الاقتصادية، وانشغاله في محاولة ترميم نفسه اقتصادياً، “فضلاً عن أنه لن يتصرف بشكل منفرد أو بدعم إيراني دون أن يكون هناك موافقة روسية، وهي حالياً غير متوفرة”.
من جانبه، قال المحلل العسكري العقيد “مصطفى فرحات” إن النظام لم يتوقف عن العمليات العسكرية وخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار، إلا أن إقدامه على تصعيد شامل هو أمر غير متاح، بسبب الحضور العسكري التركي في إدلب، والمقاومة التي سيواجهها من قبل فصائل المعارضة كون هذه المعركة ستكون مصيرية، حسب تعبيره.
وبحسب “فرحات” فإن من بين الأسباب التي تحول دون قيام النظام بعمل عسكري جديد، هي الكارثة الإنسانية وموجة النزوح التي سيخلفها، واضطرار المدنيين لطرق أبواب تركيا ومن ثم أوروبا، إضافة إلى عدم وجود جيش حقيقي لديه يمتلك إرادة القتال، وباتت الكلمة الفصل في هكذا عمليات للطيران الروسي والميليشيات الإيرانية.
وعلى صعيد متصل، أكد العقيد “أديب عليوي” في حديثه لموقع “نداء بوست” أن الانتخابات الأخيرة ليست مؤشراً على نجاح النظام أو انتصاره، ومن المتسبعد أن يقوم بعدها بشن عملية عسكرية ضد إدلب، إلا بعد الضوء الأخضر الروسي، والذي سيكون هدفه الضغط على تركيا.
ورجح “عليوي” أن يستمر الهدوء النسبي الذي تشهده محافظة إدلب على المدى المنظور على أقل تقدير، خاصة في ظل وجود التفاهمات الروسية – التركية، موضحاً أن أي تحرك عسكري جديد للنظام في المنطقة هو مؤشر على وجود خلافات بين أنقرة وموسكو.
وحول خيارات المعارضة في حالات قيام النظام بعملية عسكرية جديدة في إدلب، قال المتحدث باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” النقيب “ناجي مصطفى” إن الفصائل مستعدة لكافة الاحتمالات ومختلف السيناريوهات المتوقع حدوثها في منطقة شمال غربي سوريا.
وأشار “مصطفى” في حديث لموقع “نداء بوست” إلى أن “الجبهة الوطنية للتحرير” قامت بعد توقف المعارك الأخيرة، بإعداد مقاتليها بشكل جيد، من خلال المعسكرات التدريبية التي تهدف إلى رفع قدراتهم القتالية والبدنية، وتنفيذ العمليات الدفاعية والهجومية بالشكل المطلوب.
وتم وفقاً لمحدثنا زيادة تحصين محاور المنطقة، وحفر المزيد من الخنادق على خطوط التماس، وتعزيزها بالأسلحة والذخائر اللازمة لصد أي محاولات تقدم قد تحدث، مؤكداً جهوزية مقاتلي “الوطنية للتحرير” وباقي التشكيلات لأي سيناريو قد تقدم عليها روسيا والنظام.