خلال الفترة الماضية تصاعدت عمليات الخطف في ريف حمص الغربي، وطالت بشكل خاص الأشخاص الذين يصلون إلى المنطقة بقصد العبور عَبْر طرق التهريب إلى لبنان.
وغالباً ما تتواصل الجهات الخاطفة مع ذوي الضحايا وتطالبهم بمبالغ مالية كبيرة، مقابل إطلاق سراحهم.
وللوقوف على أسباب تصاعُد هذه العمليات، أجرى موقع “نداء بوست” تحريات عَبْر مراسليه في حمص وحماة، وأثبت تورُّط قائد ميليشيا الدفاع الوطني شجاع العلي بتلك العمليات بالتنسيق مع الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “نداء بوست”، فإن العلي يتعامل مع شبكة من الأشخاص في مختلف المحافظات السورية تربطهم علاقات تجارة بالمخدرات والسلاح والمحروقات وغيرها من الموادّ التي يمكن تهريبها.
وبحكم انتشار الميليشيا التي يقودها العلي والتي تضم نحو 400 عنصر في ريف حمص الغربي المحاذي للحدود اللبنانية، يتم إبلاغه بأسماء الضحايا الراغبين بالقدوم إلى المنطقة لخطفهم والتفاوض عليهم.
كما أن للعلي تنسيقًا مع المهربين ومع قيادات في حزب الله اللبناني، وذلك لقاء نسبة من المبالغ التي يتم الحصول عليها كفدية، والتي تتراوح بين عشرة آلاف ومئة ألف دولار، بحسب الوضع المادي والأمني للضحية.
ويلجأ العلي لابتزاز الأهالي من خلال تصوير أبنائهم أثناء تعذيبهم في السجون الخاصة التي يديرها، والواقعة في قرية بلقسة مسقط رأسه، وفي قرية مراسيا المتاخمة لمنطقة وادي خالد اللبنانية.
ومن خلال التنسيق مع قيادات حزب الله، تجري معظم عمليات تسلُّم المبالغ المالية وتسليم المخطوفين داخل الأراضي اللبنانية.
وعلى الرغم من تقديم أهالي الضحايا عدة بلاغات إلى أقسام الشرطة التابعة للنظام السوري، إلا أنه لم يتم التحرك ضده نظراً للحصانة التي يتمتع بها ونفوذه الكبير في ريف حمص الغربي حيث تتواجد مقراته.
تحقيق استقصائي لـ”نداء بوست” يكشف للمرة الأولى تفاصيل جديدة عن شبكة الكبتاغون في سورية
وتأكد “نداء بوست” من قيام ميليشيا العلي قبل أيام بخطف الشاب كرم قاسم ركاب المنحدر من قرية مردك بريف السويداء الشمالي، أثناء محاولته المغادرة إلى لبنان، وإرسالها صوراً إلى ذويه تظهر تعرض نجلهم للتعذيب، من أجل الضغط عليهم لدفع الفدية المطلوبة والتي تبلغ 15 ألف دولار.
كما أكدت مصادر “نداء بوست” أن ميليشيا العلي قامت في أيلول/ سبتمبر الماضي، باختطاف سيدتين من أهالي مدينة تلبيسة شمال حمص أثناء محاولتهما العبور إلى لبنان، وطالبت بدفع عشرين مليون ليرة سورية مقابل إطلاق سراحهما.
ووفقاً للمصادر فإن عملية الخطف جاءت بالتنسيق بين رئيس شعبة الأمن العسكري في تلبيسة وشجاع العلي، وحينها قام الأهالي باستهداف مفرزة الأمن العسكري رداً على ذلك.
الجدير بالذكر أن انتهاكات العلي توسعت لتطال حتى القرى الموالية التي يتمركز بها، حيث شهدت مدينة تلكلخ غرب حمص توترات كبيرة في تموز/ يوليو الماضي، بعد مقتل مدني وإصابة آخرين إثر انفجار مستودع ذخيرة لميليشيا العلي وسط الأحياء السكنية، في حدث هو الثاني من نوعه خلال 3 أشهر.
نشاط متصاعد لعصابات الخطف في مناطق سيطرة الأسد.. و”الفدية” حصراً بالدولار