ريحانة نجم – بيروت
يبدو أنّ الإيجابيات التي سادت في الملف الحكومي اللبناني لم تصمد طويلاً، بل انخفض منسوبها تحت وطأة التجاذبات المستمرة حول بعض الأسماء والحقائب، وعادت الأمور إلى المربع الأول في هذا الموضوع بسبب عراقيل وُضعت خلال وضع اللمسات الأخيرة على الأسماء، والعودة إلى منطق المحاصصة والحصول على الثلث المعطل من قِبل فريق رئيس الجمهورية بالرغم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان والانهيار المالي والاقتصادي الحاصل في البلد وحالة الفلتان الأمني التي تنذر بفوضى شاملة خلال الأيام المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
مستشار الرئيس سعد الحريري، ونائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق في البرلمان اللبناني مصطفى علوش قال في حديث لموقع "نداء بوست" إن منطق المحاصصة المعتمد منذ سنوات في تشكيل الحكومات اللبنانية لم يذهب حتى يعود من جديد بل إنه موجود دائماً منذ بداية العهد"، مشيراً إلى أن كل المحاولات التي جرت لتخطي هذا المنطق من قبل كل الرؤساء الذين كلّفوا بتشكيل الحكومة في السابق سواء السفير مصطفى أديب أو الرئيس سعد الحريري واليوم أيضاً رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، قد فشلت في ظل تمسك رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي بهذا المنطق.
وأضاف علوش أن القوى السياسية الأخرى أيضاً تسعى إلى التمثل بالحكومة الجديدة، وقال "هناك قوى في المجلس النيابي وأخرى مسيطرة على الأرض مثل "الثنائي الشيعي" وبعض الأحزاب الأخرى تسعى للتمثل في الحكومة الجديدة وتريد أن تكون داخلها"، مؤكدًا أن منطق المحاصصة هو الذي يحكم ويسيطر على عملية التشكيل، "وقد نحتاج إلى زلزال كامل حتى نصل إلى وضع سليم".
مستشار الحريري أكد لموقعنا أن المهمة الأساسية الآن تكمن في تأليف حكومة مهمة قادرة على تنفيذ الإصلاحات وإنقاذ ما تبقى من لبنان، ولكن رغبة رئيس الجمهورية بالسيطرة على الحكومة وإعادة سيطرة صهره "جبران باسيل" على الحكومة وتعطيلها عندما يلزم من خلال الحصول على الثلث المعطل تؤخر هذه العملية وتغرق البلد بالمزيد من الأزمات.
وختم علوش حديثه قائلاً: "المحاصصة قائمة ولا شيء تغير، والإشكال الآن في عرقلة عملية التأليف، وتأخيرها يتسبب فيه رغبة رئيس الجمهورية في أخذ حصة أكثر مما يستحق".