نداء بوست -محمد جميل خضر- عمّان
تتفق قراءات الطقس وتنبؤات الراصدين الرسميين وغير الرسميين، على أن منخفضاً جويّاً قويّاً وعاصفاً ومحملاً بالثلوج من الدرجة الرابعة، سيحل ضيفاً على الديار الأردنية مع ساعات الفجر الأولى من فجر الأربعاء 26 الشهر الحالي، ليصل ذروته وأعمق تأثيراته مع وصول الأربعاء إلى منتصف النهار، وهناك من يرى أن الذروة ستكون ليلة الأربعاء والخميس، ومن هؤلاء المتنبئ الجوي ومستشار موقع "طقس العرب" غير الرسمي جمال الموسى الذي توقّع أن الثلوج ستتراكم في معظم مناطق الأردن، لتشمل المناطق التي تقع فوق 800 متر عن سطح البحر، وقد تصل إلى 700 متر لكن "دون حدوث تراكمات".
مدير إدارة الأرصاد الجوية (الرسمية) رائد آل خطاب قال: إن الكتلة الهوائية القطبية متمركزة حالياً فوق تركيا، متوقعاً أن تتعمق الكتلة فوق سماء الأردن يوم الأربعاء ويزداد معها الهواء شديد البرودة، وانخفاض درجات الحرارة، واشتداد سرعة الرياح التي ستصل إلى 70 كيلو متراً في الساعة.
وأوضح أن بداية المنخفض ستكون على شكل أمطار الأربعاء، ومع تعمق الكتلة يبدأ بعد ساعات الظهر تساقط الثلوج فوق المرتفعات الجبلية الشمالية تمتد إلى المرتفعات الوسطى ولاحقاً إلى المرتفعات الجنوبية، وتتحسن خلال ساعات المساء والليل وحتى فجر الخميس.
ولفت إلى أن التساقط الثلجي سيكون على المرتفعات من 800 متر فوق سطح البحر فما فوق، مع حدوث تراكمات.
وقال آل خطاب: إنه وفقاً لحسابات إدارة الأرصاد حتى اللحظة، فإن المرتفعات الجبلية الشمالية ستتراكم عليها الثلوج وتصل إلى 25 سنتيمتراً والمرتفعات الوسطى بما فيها العاصمة عمان تصل التراكمات بين 10 إلى 15 سنتيمتراً، وما بين 8 إلى 12 سنتيمتراً في المرتفعات الجنوبية، والمرتفعات الشرقية في المفرق سيصل تراكم الثلوج فيها إلى 10 سنتيمترات.
يا حيف..
بعيداً عن حالة الطقس، وخلال مرورها على تحركات هذا المنخفض وما فعله بمخيمات اللجوء السوري شمال سورية على الحدود مع تركيا قرب إدلب، تعرض قناة أردنية بكل أسف وغياب أي مشاعر إنسانية، صوراً من قلب دمشق لأطفال وصبايا من الواضح أنهم من أسر ميسورة، يلعبون بالثلج ويفرحون ويمرحون، دون أي إحساس مع سوريين أشقاء لهم أودى الثلج أمس بأطفالهم (يقال إن 15 طفلاً سورياً قضوا أمس في مخيمات الشمال خصوصاً مخيمات عفرين)، ودمّر خيامهم، وحوّل رومانسية الثلج إلى سيمفونية أسى تتكرر كل عام منذ عشرة أعوام.
نعرف أن هذه القناة محسوبة على النظام السوري، ولكن الأمر هنا ليس استطفافاً سياسياً، بل أن يكون لدى إدارة التحرير في القناة الحد الأدنى.. الأدنى من الإنسانية والنبل، فالأطفال الذين قضوا أمس ليسوا محسوبين على أحد، محسوبون فقط على مأساتهم وسوء طالع أيامهم، وحسرة قلوبهم وقلوبنا عليهم، ودّعوا هذه الدنيا قبل أن يحظوا بيومٍ هنيّ.
عن جد "يا حيف" على قناة إعلامية تفقد بلحظة غبية غير مدروسة كل قيمة وكل معنى وكل وقار، وتفخر أن لها مراسلاً وكاميرا في عاصمة القلب دمشق، دون أن يكون لديها شجاعة أن تدع هذا المراسل يتابع الأخبار الحقيقية من ضيق العيش والارتفاع المسعور للأسعار وانهيار الليرة وطوابير كل شيء وسوء أحوال الناس في دمشق، وارتفاع معدلات الجريمة والتعاطي والانتحار والانهيار.