نداء بوست-سليمان السباعي-حمص
شهدت محافظة حمص ارتفاعاً كبيراً بأسعار الحطب ومواد التدفئة خلال الفترة الماضية مع اقتراب حلول فصل الشتاء، الذي تعتبره شريحة واسعة من السوريين بمثابة همّ جديد يرهق كاهل أرباب الأسر نظراً لارتفاع أسعار مستلزماته مقارنة بالدخل الشهري أو اليومي للأهالي.
وقال مراسل "نداء بوست" في حمص إن أسعار الحطب تفاوتت بشكل كبير عما كانت عليه العام الماضي، حيث ارتفع سعر الـ طنّ الواحد لأكثر من نصف مليون ليرة سورية.
وبحسب الجولة التي أُجريت في أسواق المدينة فقد بلغ سعر طنّ حطب اللوز 625 ألف ليرة سورية، وطنّ حطب الزيتون 550 ألف، وطنّ الأشجار الحراجية 500 ألف.
وعلى الرغم من توجّه الأهالي خلال الأعوام الماضية للتدفئة على مخلفات عصير الزيتون "التمز" نظراً لانخفاض سعرها مقارنة بالحطب، إلا أن العام الجاري شهد بدوره ارتفاعاً بسعره، والذي جارى حطب الزيتون ليسجل 490 ألف ليرة للطن الواحد.
محمد. ن أحد أصحاب محلات بيع الحطب تحدث لـ نداء بوست بأن سبب ارتفاع الأسعار يعود بالدرجة الأولى لانخفاض كمية الأشجار المُراد قطعها من ريف المحافظة، وذلك نظراً للاستهلاك الكبير خلال الأعوام الماضية للأشجار الحراجية، والمثمرة على حدّ سواء.
وأضاف بأن عملية اقتلاع الأشجار من الأراضي عبر الـ (بواكر – التركسات – الجرارات) تفرض بدورها أجوراً إضافية على أسعار الحطب نظراً لارتفاع سعر المازوت الذي وصل لنحو 3200 ليرة، وبالتالي فإن المُستهلك هو من سيتحمل دفع الزيادات التي ستترتب على الحطب لحين وصولها إلى منزله، ناهيك عن أجور النقل، والتقطيع، وكذلك الآتاوات التي تفرضها حواجز النظام المنتشرة على الطرقات بحق كل سيارة محملة بالحطب.
في السياق باتت مسألة التدفئة على المحروقات "المازوت" بمثابة حلم لشريحة كبيرة من الأهالي، إذّ بلغ سعر البرميل الواحد 704 آلاف ليرة سورية، وتحتاج الأسرة إلى ثلاثة براميل للتدفئة كحدّ أدنى، ما يعني دفع نحو مليوني ليرة سورية، وهو مبلغ خيالي بالنسبة لأرباب الأسر نظراً لحالة البطالة، والفقر المنتشرة ضمن مناطق سيطرة النظام.
بدوره قال خالد. ع أحد أبناء حي البياضة الحمصي، ليس بمقدور الكثيرون من أبناء منطقتنا شراء أطنان الحطب، وباتت مسألة الشراء "بالكيس" هي الأوفر، والأقل تكلفة نوعاً ما، حيث نعمل على شراء كيس التمز، أو الحطب كل أسبوع "بحسب موجة البرد" بالإضافة لقيامنا منذ الآن بالبحث عن كل ما يشتعل في الطرقات، والحارات، بتخزينه لاستخدامه لاحقاً في فصل الشتاء.
جدير بالذكر أن معظم الأهالي الذين حالفهم الحظ باستلام مخصصات التدفئة عبر بطاقة تكامل "البطاقة الذكية" والمقدرة بنحو 50 لتر مازوت، قاموا ببيعها للتجار في السوق السوداء، واستبدلوا قيمتها بالحطب، والتمز للهرب من برد الشتاء القادم.