نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء
يحرص الأهالي في السويداء على تحضير مادة الدبس في بيوتهم في نهاية موسم قطاف العنب كمؤونة خاصة في فصل الشتاء.
ويبدأ موسم صناعة الدبس في السويداء، مع بداية شهر أيلول من كل عام حتى نهاية شهر تشرين الأول، مع آخر موسم العنب الذي يبيعه المزارعون، ويعتبر العنب من النوع “السلطي الأبيض” من أفضل أنواع العنب المخصصة للدبس.
قديماً، كانت طريقة صناعة الدبس بحاجة إلى مجهود كبير من المزارع، حيث يقوم على فرز العنب وغسله، ثم تفرط العناقيد وتوضع في أحواض حجرية مخصصة تسمى “المداعس” أو “المعاصر”, ويهرس العنب مع مراعاة ارتداء لباس مخصص لغرض العصر، ثم يوضع في أكياس “خيش” بداخلها تراب أبيض يسمى الحور، وذلك لتنقية العصير من الشوائب والحموضة.
ومن ثم يترك يوماً كاملاً، قبل أن يوضع في قدور ويتم غليه حتى يكثف، وبعد أن يبرد يوضع في أوان زجاجية للاستعمال.
وهذه الطريقة كانت تحتاج لوقت طويل لتنتج ما يقارب 400كيلو من العنب يومياً.
بينما اليوم، ومع ظهور الآلات الصناعية الحديثة، ينتج ما يقارب 5 أطنان بالإضافة لتوفير فرص عمل موسمية لعدد من العمال، حيث يقوم أحد العمال بوضع العنب في آلة الهرس وآخر يحركه لنقله ميكانيكياً إلى مكبس ألي، وثالث يراقب عملية التقطير وتجميع عصارة العنب ليتم ضخه إلى خزانات خاصة ثم إلى عبوات الغلي ومن ثم تبريد وتعبئه.
وللدبس فوائد عديدة، فهو يعطي طاقة ودفئاً في الشتاء، بالإضافة إلى احتوائه على أحماض مفيدة وألياف ونسبة كبيرة من المعادن، ويصفه الأطباء بأنه “صيدلية طبيعية “.
ويوجد صناعات محلية عديدة في السويداء تعتمد على العنب بالإضافة إلى الدبس.
وتقدر مديرية الزراعة بالسويداء إنتاج المحافظة من دبس العنب هذا العام حوالي 1400طن.
ومن الحلويات والأكلات التي تصنع من الدبس “الحلاوة المفتفتة” وهي عبارة عن طحين ودبس يوضع على النار بأشكال مختلفة. وكذلك البقسمة وهي من “طقوس الثلج حيث يخلط الثلج مع الدبس ويتم تناوله.”