نداء بوست- أخبار سورية- غازي عنتاب
أقدم شاب تركي على الاعتداء على سيدة سوريّة مسنة، وضربها وركلها بقدمه، في ولاية غازي عنتاب، يوم أمس الإثنين، بحجة أنها تخطف أطفالاً.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر لحظة اعتداء الشاب على السيدة البالغة من العمر سبعين عاماً، وركلها بقدمه على وجهها.
وأثارت هذه الحادثة موجة غضب كبيرة بين اللاجئين السوريين، واستنكار من قبل السلطات التركية التي قامت باعتقال الشاب بعد ساعات من انتشار التسجيل.
وقال والي غازي عنتاب داوود غول في تغريدة على “تويتر”: “تم التعرف على الشخص الذي ركل عمتنا المعوقة والمسنة، نتيجة العمل الدقيق الذي قامت به شرطتنا، وتم احتجازه من قبل مكتب المدعي العام لدينا”.
وأضاف: “نائب الوالي زار السيدة في منزلها، ومد لها يد ولايتنا الدافئة، لن نسمح بأنواع المجرمين، نحن حزينين”.
وبحسب صحيفة “يني شفق” التركية فإن الجاني من أصحاب السوابق في الجرائم، ولديه العديد من السجلات الجنائية المتعلقة بالمخدرات والسرقة.
من جانبه، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك: “لقد أثار العنف ضد والدتنا ليلى محمد البالغة من العمر 70 عاماً حزناً عميقاً لنا جميعاً، الجهات القضائية والإدارية المختصة تقوم بالإجراءات القانونية اللازمة بحق الجاني، جميع أفراد أمتنا الواعين يقفون إلى جانب الأم الضحية”.
ويتعرض اللاجئين السوريين في تركيا بين الحين والآخر لاعتداءات عنصرية من قبل مواطنين أتراك، خاصة مع تصاعد خطاب الكراهية والتحريض من قبل الأحزاب السياسية المعارضة ضد وجودهم في البلاد.
ويعيش في تركيا بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية إسماعيل جاتاكلي، 3 ملايين و762 ألفاً و686 شخصاً، مؤكداً عدم حدوث أي تغيير يُذكر على أعداد السوريين الذين يقيمون ضِمن قانون الحماية المؤقتة منذ عام 2017.
ومؤخراً، تصاعدت نبرة الأصوات المناهضة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، وبشكل خاص من قِبل الأحزاب المعارضة، والتي باتت تتخذ منهم ورقة ضغط على الحكومة ووسيلة للتأثير على الرأي العامّ خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد.
حيث يؤكد زعيم حزب “الشعب الجمهوري” المعارض كمال كليجدار أوغلو، أن حزبه “سيعمل على إرسال اللاجئين إلى بلادهم بإرادتهم مع ضمان سلامة أرواحهم وممتلكاتهم في حال وصوله إلى السلطة”، مضيفاً: “سنرسي السلام مع ذاك البلد وسنرسلهم إلى بلادهم”.
كذلك أطلق رئيس حزب “النصر” التركي المعارض أوميت أوزداغ، تصريحات عنصرية ضد اللاجئين السوريين، طالت أيضاً كل مواطن تركي يريد بقاء السوريين في تركيا، واصفاً إياه بأنه “خائن”.
وقال أوزداغ في مقابلة تلفزيونية: “إلى جهنم، إذا كنت تريد السوريين فاذهب معهم في الحال.. أنا لست عنصرياً، لكن لا أريد مشاركة وطني مع أحد”.
وقدمت وزارة الداخلية التركية دعوة جنائية ضد أوزداغ، بسبب تصريحاته العنصرية ضد اللاجئين، التي يطلقها عبر حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثرها على وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، مما يهدد التعايش والسلم الأهلي في المجتمع.