يستمر السوريون في تركيا بالتوافد إلى معبر "باب الهوى" الحدودي، لقضاء إجازة العيد في بلادهم، بعد سماح السلطات التركية لهم بقضاء الإجازة. التي كانت ممنوعة، خلال الفترة الماضية، بسبب تفشِّي وباء "كورونا".
وعبّر عشرات السوريين الذين وصلوا إلى "باب الهوى" عن فرحتهم بدخول سورية، بعد غياب طويل، فيما رأى البعض أنّ واقع شمال غربي البلاد الإنساني يجعل الفرحة ناقصة، في ظلّ التهجير والنزوح.
وقال "رضوان الحمصي" أحد السوريين الذين سيقضون إجازة العيد في سورية: "لقد خرجت من محافظة إدلب منذ سنتين ونصف وكنت أعيش في مدينة الريحانية في تركيا، عندما خرجتُ كانت المناطق المحررة التي نملكها حتى مدينة مورك أما الآن فالمناطق المحررة أصبحت أقل بكثير، فقوات النظام في مدينة سراقب التي كنت أذهب إليها باستمرار وبشكل يومي".
وأضاف: هناك أشياء كثيرة تغيرت في الفترة الماضية، هناك دمار كبير، وحركة إعمار كبيرة في نفس الوقت، هناك مناطق ازدهرت وأخرى شِبه مهجورة.
في السياق، قال "محمد فتح الله" وهو شاب دخل لقضاء إجازة العيد، لموقع "نداء بوست": لقد خرجت إلى تركيا منذ قرابة السنتين، عندما خرجت من بلدتي في جبل الزاوية كان يخيّم عليها القصف والدمار والنزوح، والآن أنا أعود بعد سنتين لأجد نفس الأمر يتكرر في البلدة، لقد عدت إلى وطني، ولكنني لن أستطيع العيش في بلدتي، المفارَقة العجيبة التي رأيتها هي الاختلاف الكلي ما بين ريف المحافظة الشمالي والجنوبي، تشعر أنك في بلد آخر أو أنك تمر في بلدين مختلفين.
وقالت "خديجة فلاحة": عندما خرجنا من المعبر السوري، بدأت أرى الكمّ الهائل من المخيمات والناس المشرَّدة على أطراف الطريق، عندما خرجتُ لم يكن هناك كل هذه المخيمات، شعرتُ بالحزن الذي يخيم على وطني الذي غبتُ عنه أكثر من أربع سنوات، يحزنني بشكل كبير عندما أقارن الوضع في سورية بالوضع الذي نعيشه في تركيا، ولكن رغم كل هذا الحزن وصلت إلى بلدتي لأرى الناس في الأسواق يحضّرون لفرحة العيد فأيقنتُ أن الأمل موجود.
ويعيش في تركيا قرابة 3.6 مليون لاجئ سوري موزعين على معظم الولايات التركية، وتتيح لهم سلطات البلاد الدخول إلى بلادهم عن طريق إجازتي "عيد الأضحى" و "عيد الفطر"، ضمن مدة زمنية تحدد مسبقاً.
والعام الماضي أوقفت الحكومة التركية منح الإجازات للسوريين، بسبب جائحة "كورونا"، لتعيد الشهر الماضي منحها، إلا أن الأعداد كانت محدودة وقليلة مقارنة بنسبة اللاجئين، الأمر الذي أدى إلى ضغط كبير على البوابات الإلكترونية المخصصة للحجز، وعدم قدرة جميع الراغبين بالدخول إلى بلادهم بحجز موعد لهم أو لجميع أفراد عائلاتهم.
في انطباعات شِبه موحَّدة عند شريحة واسعة من السوريين العائدين لقضاء إجازة العيد في بلادهم، يختلط فيها الفرح بالعودة -ولو مؤقتة- مع الحزن على حال الناس في شمال غربي سورية، في حين يستمر النظام السوري وروسيا بقصف المناطق السكنية في ريف إدلب.