نداء بوست- أخبار سورية- نيويورك
أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أن بلاده تعارض فكرة تمديد مجلس الأمن الدولي لقرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود.
وقال بوليانسكي في اجتماع لمجلس الأمن يوم أمس الجمعة: “من المرجح أن نسمع اليوم كثيراً من التصريحات عن أهمية هذه الآلية بالنسبة للنازحين السوريين وضرورة تمديدها أو حتى توسيعها”.
وأضاف: “تعلمون أن موقفنا بهذا الشأن يختلف ولا يمكننا تجاهُل الحقيقة المتمثلة في أن هذه الآلية، في حال تسمية الأمور بمسمياتها، تنتهك سيادة سورية ووحدة أراضيها”.
وزعم أن بلاده “سمحت غير مرة بإقناعها بالموافقة على تمديد هذه الآلية إلى حين بدء إيصال المساعدات على نطاق كامل عبر خطوط التماسّ داخل سورية”، مضيفاً أن “مجلس الأمن أصدر بهذا الصدد قراره رقم 2585 الذي ينص خصوصاً على دعم مشاريع التعافي المبكر في البلاد”.
وحمل الدبلوماسي الروسي باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن “المسؤولية عن التقاعس عن العمل مع الفصائل المسيطرة على إدلب والتي تحبط عمليات إيصال المساعدات عبر خطوط التماسّ”.
وتنتهي آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عَبْر الحدود في العاشر من تموز/ يوليو الماضي، وسبق أن أكدت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، وجود توافُق بين أعضاء مجلس الأمن على ضرورة استمرار عمل الآلية.
وأعلن مجلس الأمن الدولي في العاشر من كانون الثاني/ يناير، تمديد القرار 2585 تلقائياً لمدّة 6 أشهر دون تصويت، ما يعني استمرار تدفُّق المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود إلى سورية من “باب الهوى” حتى إتمام مدة القرار الذي تم التوصل إليه في 10 تموز/ يوليو الماضي.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن إدخال المساعدات الإنسانية عَبْر الحدود إلى سورية يظل ضرورياً لمساعدة السوريين، وقال: “نحن بحاجة إلى نقل المساعدات عبر الحدود وخط الجبهة، هذه عناصر أساسية بالنسبة إلينا لنكون قادرين على تلبية الحاجات الإنسانية لجميع السوريين”.
كما أكد الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير قدمه في 14 كانون الأول/ ديسمبر الماضي لمجلس الأمن، أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عَبْر الحدود، ما زال ضرورياً.
وقال غوتيريش: “في هذه المرحلة، لم تبلغ القوافل عَبْر خطوط الجبهة وحتى المنتشرة بشكل منتظم، مستوى المساعدة الذي حققته العملية العابرة للحدود عند معبر باب الهوى بين سورية وتركيا”.
وشدد الأمين العامّ على أن “المساعدة عَبْر الحدود تبقى حيوية لملايين الأشخاص المحتاجين في شمال غربي سورية”.
وفي تموز/ يوليو الماضي وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عَبْر معبر “باب الهوى” مدّة 12 شهراً، تُقسَّم إلى مرحلتَين: الأولى ستة أشهر تُمَدَّد بناءً على طلب الأمين العامّ للأمم المتّحدة.
وقبل تمديد التفويض، طالبت روسيا بإدخال المساعدات إلى منطقة الشمال الغربي عَبْر خطوط التماسّ مع النظام، وهو ما رفضته المنظّماتُ العاملة في المنطقة وعددٌ من الدول الفاعلة في الملف السوري على رأسها الولايات المتّحدة.
وتزعم روسيا أنّ النظام قادر على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقِّيها في إدلب التي تضمّ أكثر من 1300 مخيّم يقطنها أكثر من مليون نازح.
وتحدث العديد من المنظّمات الحقوقية الدولية عن استغلال النظام السوري لملفّ المساعدات الإنسانية في معاقبة المناطق الثائرة ضدّه، كما فعل في الغوطة الشرقية بريف دمشق وريف حمص الشمالي، وحذّرت تلك المنظّمات من تسليم ملفّ المساعدات في إدلب إلى النظام.