نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
عن عمر ناهز الـ 70 عاماً، رحل أمس السبت في العاصمة الأردنية عمّان، الفنان الأردني غسان المشيني، إثر إصابته بجلطة قلبية.
نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، أكد خلال اتصال قناة "رؤيا" معه، وفاة المشّيني، وذكر أن الفنان المنحدر من عائلة فنّية، تعرّض لجلطة قلبية لم تمهله.
وقال الخطيب: إن "المشيني من الفنانين الذين أَثْروا الحركة الفنية وله باع طويل فيها سواء في الكوميديا أو على صعيد الأعمال الجادة والتاريخية أيضاً".
الخطيب ذكر لـ"نداء بوست" عندما طلبنا التأكد من تصريحاته لغيرنا باتصال هاتفيّ معه، أكد أن المشيني -إضافة لما ذكره لـ"رؤيا" وغيرها- مخرج مسرحي أخرج في بداياته ثلاثة أعمال مسرحية.
وأضاف لـ"نداء بوست": إن التحضيرات الخاصة بالجنازة لم تتبيّن بعد، كون أبناء الراحل يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية.
وزارة الثقافة الأردنية كتبت على موقعها الرسمي أن "المشيني، دخل عالم المسرح عَبْر مسرحية (حياة صعبة) عام 1973، وبعدها قدم عدداً من الأعمال أبرزها شخصية (أبو الخل) في سلسلة (أبو عواد)، وشخصية (عمرو) في المسلسل التعليمي (المناهل)، ومسلسل (القدس أولى القبلتين)".
وأضافت: "أخرج الراحل عدداً من المسرحيات، منها مسرحية (عمارة العلالي)، ومسرحية (قربة مخزوقة)، ومسرحية (طعة وقايمة)، ومسرحية (كباريه)".
عمل المشيني في مسلسلات الكرتون للأطفال مثل "سالي" و"نيلز"، حسب بيان الوزارة.
وُلد الفنان الراحل غسان إسحاق عودة المشيني في عام 1952 لعائلة فنية أردنية، فوالده الإذاعي إسحاق المشيني وشقيقاه كل من الفنان نبيل المشيني والفنان أسامة المشيني.
ونال شهادة البكالوريوس في المسرح من القاهرة عام 1980، وهو عضو نقابة الفنانين الأردنيين.
دخل عالم المسرح قبل أن يتوجه إلى القاهرة للدراسة، فكانت مسرحية "حياة صعبة" (1973) بوابة الدخول للتخصص، ثم عاد فقدم عدداً من الأعمال أبرزها شخصية "أبو الخل" في سلسلة "أبو عواد"، وشخصية عمرو في مسلسل "المناهل"، ومسلسل "القدس أولى القبلتين"، إضافة إلى إخراجه لمسرحية "عمارة العلالي"، ومسرحية "قربة مخزوقة"، مسرحية "طعة وقايمة"، ومسرحية "كباريه". ويشرف على أكاديمية "الزعيم" في الأردن.
وكانت آخِر أعمال الفنان الراحل برنامجه الأسبوعي السياسي الساخر "قهوة الحرية" على شاشة قناة "رؤيا".
وبرنامج "قهوة الحرية" هو برنامج سياسي اجتماعي ساخر بقالب إسكتشات تعكس قضية أو حدثاً سياسياً واجتماعياً، ويمثل هذه الإسكتشات صاحب المقهى والنادل وبعض الزبائن الذين يزورون المقهى، وبما يعكس هدفاً اجتماعياً أو سياسياً ساخراً ضِمن أجواء كوميدية.
غسان المشّيني كان يملك، كما أرى، مذاقاً كوميدياً خاصاً غير مستهلك ولا يقلد فيه غيره، بمن فيهم شقيقه الراحل نبيل المشّيني (1939-2019). كما شكّل في أعماله سواء الكوميدية أو التاريخية والجادّة، خلطة أدائية خاصّة به، فيها من عبق شقيقه الراحل أسامة المشيني (1950-1985) الذي قُتل بظروف غامضة في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما أطلق عليه الرصاص أحد أقاربه فقضى نحبه وهو في عنفوان الشباب، ونقل جثمانه إلى الأردن حيث كان في استقباله العديد من الفنانين الأردنيين وعائلته ومحبيه. أطلقت وزارة الثقافة الأردنية في عام 1989 على مسرح الوزارة في "جبل اللويبدة" اسم "مسرح أسامة المشيني" تكريماً له.
وبرحيل غسّان تكون الأسرة الفنية الأردنية والعربية فقدت ثلاثة من آل المشّيني (أسامة ونبيل وغسّان) ممن جعلوا الفن درباً والدراما خياراً، وشكّلوا، خصوصاً الشقيق الأكبر نبيل الذي عيّنه الملك عام 2003، في مجلس الأمة، فارقاً، في مسيرة الدراما الأردنية والعربية بشقّيها الكوميديّ والجادّ، وبنوعيها التلفزيونية والمسرحية.
بقي أن نقول: إن المشّيني ينحدر من أسرة مسيحية أردنية من أصل فلسطينيّ مقدسيّ.