تناولت دراستان حديثتان في علم الوراثة ما يشتهر به محبو النوم مبكراً والاستيقاظ باكراً بكونهم أكثر بهجة، ومحبي النوم في وقت متأخر من الليل والاستيقاظ متأخراً في اليوم التالي.
وبحسب الدراستين فإن "الذين ينامون مبكراً ويستيقظون مبكراً تَقِلّ لديهم مخاطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 23% مقارنة بغيرهم. كما أن تغيير أوقات النوم خلال أيام العمل وأيام الإجازات قد يصيبك بمزاج سيئ".
وقالت "تيما إرينفيلد"، الكاتبة والمحررة في مجال الصحة وعلم النفس، في مقالها على موقع سيكولوجي توداي، إن "مَن ينامون في وقت متأخر من الليل أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالذين يستيقظون مبكراً، بغض النظر عن مدة نومهم".
الوقت المناسب للنوم
أُجريت دراسة على مجموعة ضخمة مكونة من 840 ألف شخص، ووجد العلماء أن أولئك الذين لديهم جينات مرتبطة بالنوم المبكِّر كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.
كما وجدت الدراسة أن "الشخص الذي ذهب إلى الفراش العاشرة مساء واستيقظ الخامسة صباحاً كان لديه خطر أقل بنسبة 23% للإصابة بالاكتئاب الشديد. بينما الذي ذهب إلى الفراش منتصف الليل واستيقظ السابعة صباحاً، فإن خطر إصابته بالاكتئاب يرتفع بنسبة 23%، مقارنة بالشخص العادي.
وأوضحت الدراسة، أنه "إذا كنت تنام باكراً بالفعل وتستيقظ باكراً، فليس شرطاً أن تحصل على مقدار أكبر من السعادة، ولكن إذا كنت تنام متأخراً الساعة الواحدة صباحاً، وقررت الذهاب إلى الفراش الساعة 11 فإنك بالتأكيد ستقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 40%، وذلك وفقاً لنتائج الدراسة".
كما أوضحت الدراسة وجود شرط آخر كي تنعم بفوائد الاستيقاظ باكراً، وهو التعرض لضوء الشمس، فغالباً ما يتعرض مَن يستيقظون باكراً إلى ضوء الشمس خلال النهار، وهذا يؤثر على الحالة المزاجية. لذا تأكد من رؤية الشمس؛ لأنه إذا نهضت من السرير باكراً لتجلس في غرفة مظلمة، فقد لا تلاحظ أي فائدة من الاستيقاظ مبكراً.
بينما ساعدت دراسة أخرى صادرة في يونيو/ حزيران 2021، بالاعتماد على البيانات الجينية لـ 85 ألف شخص، في إثبات أن البقاء على نفس الجدول الزمني في جميع أيام الأسبوع كان مرتبطاً بانخفاض فرصة الإصابة بالاكتئاب، حيث إن محبي النوم في وقت متأخر من الليل عادة ما يميلون إلى الاستيقاظ متأخراً أيام الإجازات مقارنة بأيام العمل. لذلك عليك الالتزام بالجدول الزمني الجديد الخاص بالنوم باكراً حتى أيام الإجازات.
النوم الإضافي
قال موقع "ذا هيلثي": إن "ساعة إضافية من النوم توفر دفعة إيجابية قوية للمزاج. ففي دراسة استقصائية أجريت مؤخراً على أكثر من 700 شخص تتراوح أعمارهم بين 17 و79 عاماً، أفاد أولئك الذين حددوا أنهم استيقظوا مبكراً أنهم يشعرون بالسعادة والصحة أكثر من غيرهم".
ويعتقد الباحثون أن زيادة الشعور بالسعادة والحدّ من التوتر، من خلال إضافة ساعة من النوم باكراً كل ليلة، ثم الاستيقاظ مع سطوع الشمس صباح اليوم التالي، يؤدي إلى مواءمة ساعتك البيولوجية مع إيقاعها الطبيعي.
كما أنّ "النوم باكراً يجعلك تبدو بشكل أفضل، حتى أن أفضل روتين للعناية بالبشرة صباحاً لا يمكنه إخفاء الأكياس المتعبة تماماً تحت عينيك من ليلة بلا نوم".