نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
في ظل تضارُب المعلومات حول أعداد السوريين المجنسين في تركيا واتهامات المعارضة بتجنيس مئات الآلاف منهم من قِبل حكومة العدالة والتنمية كشف باحث تركي عن الأرقام الحقيقية للسوريين الحاصلين على الجنسية.
وأكد مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في إسطنبول، محمد كامل ديمير عن بلوغ عدد السوريين المجنسين وَفْق آخِر تصريح لوزير الداخلية، سليمان صويلو 193,293 سوريّاً بينهم 84 ألف طفل.
ونفى الباحث التركي في حديث لموقع “العربي الجديد” صحة ما تحدث عنه زعيم حزب “النصر” المعارض أوميت أوزداغ، عن تجنيس 900 ألف سوري.
مؤكداً أنها محاولة لكسب الشارع ودفعه لمعاداة “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، وسياسة تركيا في استقبال اللاجئين السوريين.
كما أشار في حديثه قائلاً: “من اللافت حقاً قيادة أوزداغ والنائب المعارض لطفي توركان أهم حملات التحريض على اللاجئين في حين أنهما لاجئان ويُفترض أن يكون أوزداغ ولطفي بين الأكثر تقديراً لظروف اللاجئين”.
وخلال وقت مضى، طالب رئيس حزب “النصر” التركي المعارض أوميت أوزداغ بلاده بفتح حوار مع النظام في سورية لإعادة اللاجئين السوريين.
وخلال لقاء أوزداغ مع قناة “TELE1” التركية قال أوزداغ: “سنرسل هؤلاء الناس إلى سورية بالتنسيق مع دمشق، سواءً كان (رئيس النظام السوري بشار الأسد موجوداً أم لا”.
وأشار في حديثه: “لقد قال (رئيس الوزراء السابق) أحمد داود أوغلو، إن الأسد سيرحل، ولكن رحل داود أوغلو وبقي الأسد في السلطة.
وأكمل حديثه “سيرحل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ويبقى الأسد في السلطة”.
ورداً على مقدم البرنامج، الذي قال: إنه من غير الممكن إرسال طالبي اللجوء في تركيا وفقاً للقانون الدولي.
وأجاب المعارض التركي أنه سيرسلهم وفقاً للقانون الدولي، وأضاف: “لن يدفع الشعب التركي ثمن الخطأ الذي ارتكبه حزب العدالة والتنمية”.
ولفت أوزداغ إلى أن عدد السكان السوريين سيتفوق على الشعب التركي في غازي عنتاب وهاتاي وأضنة ومرسين بغضون 20 عاماً.
وفي وقت سابق، تقدم أوزداغ بشكوى جنائية إلى مكتب المدعي العامّ في إسطنبول بحق شاب سوري استبدل رمز “الهلال” في العَلَم التركي بـ “موزة”.
ونشر ما فعله على مواقع التواصل, بما يمثل إهانة كبرى لرمز من رموز الأتراك.
ويأتي تصرف الشاب السوري كجزء من حملة استنكار وسخرية واسعة، أثارها مقطع فيديو نشره شاب تركي في “يوتيوب”.
وتضمن حديثاً عنصرياً من مواطن تركي خاطب فتاة سوريّة قائلاً “أنا لا أستطيع أكل الموز وأنتم تشترونه بالكيلو من البازارات (الأسواق)”.
ويتزعم حزب النصر المعارض أوميت أوزداغ، المشهور بخطبه العنصرية ضد اللاجئين السوريين.
ويتحدث عن فروق حضارية بين السوريين والأتراك، ويرد جميع مشكلات تركيا إلى اللاجئين السوريين، ويهدد بطردهم خارج تركيا.
من جهته، أعلن تجمع “Sığınmacılar Hakları” والذي يضم عدة منظمات وناشطين سوريين وأتراكاً في مجال حقوق الإنسان، أنه سيتقدم بدعوى رسمية ضد تانجو أوزجان رئيس بلدية “بولو” التركية، والمعروف بتصريحاته ومواقفه العنصرية، وخاصة باتجاه اللاجئين في “بولو”.
وقال التجمع في بيان: إن الدعوى ستُقدَّم وَفْق صيغة الشكوى الشخصية، بحيث سيتقدم بها قرابة 24 محامياً وأكاديمياً تركياً.
وأضاف أن الفكرة ستطبق أيضاً في “تكيرداغ” و”إزمير” و”أنقرة”، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد المتقدمين إلى 70 شخصاً، يمثلون مجموعة داعمة لقضايا اللاجئين السوريين.
وأوضح التجمع، أن هذه المجموعة ستكون ثابتة وستتقدم في فترة قريبة بدعوى ضد أوميت أوزداغ رئيس حزب النصر، والذي سبق له أن وجه خطابات تحريضية على اللاجئين السوريين، وطالب بطردهم.
وكان التجمع ساهم بإقرار إنشاء مركز خاص بحقوق اللاجئين والمهاجرين، وإلحاق هذا المركز إدارياً ووظيفياً بنقابة المحامين، وذلك بعد عدة أشهر من اللقاءات والاجتماعات المشتركة مع قيادات وأعضاء نقابة المحامين الأتراك في إسطنبول وبعد تقارير وتوصيات دورية قُدمت إلى الهيئات والمنظمات الحقوقية التركية.