نداء بوست – بيروت – ريحانة نجم
تعيش الحكومة اللبنانية برئاسة "نجيب ميقاتي" أزمة غير مسبوقة وتضيق الخيارات أمامها في ظل الأزمة الدبلوماسية القائمة والتصعيد الخليجي غير المسبوق، ولا توافق حتى الساعة على أي قرار داخلي، سواء باستقالة الحكومة جمعاء، أو إقالة وزير الإعلام "جورج قرداحي" لتجنب أزمة دبلوماسية خطيرة مع دول الخليج.
الصحافي والمحلل السياسي اللبناني "منير الربيع" قال لـ"نداء بوست": إن رئيس الحكومة "نجيب ميقاتي" سيحاول الاستمرار والحفاظ على حكومته، لكنه أشار إلى أنّها ستكون حكومة بلا أي تأثير، وأكّد الربيع "أنّ ميقاتي لا يريد الاستقالة ولكنّ الحكومة لا يمكنها أن تستمر".
وأضاف الربيع لموقعنا: "أنّ الإجراء السعودي كان متوقعاً خاصة أنّ السعودية لا تتعاطى مع المشكلة على أنّها أزمة مفتعلة بنتيجة كلام وزير الإعلام "جورج قرداحي"، وتابع قائلاً: "القصة قلوب مليانة وليست رمانة"، مشيراً إلى أنّ لبنان لم يتخذ أي إجراءات لها علاقة بترتيب العلاقات مع دول الخليج.
وأكد المحلل السياسي أنّ ما حصل رسالة أساسية لحكومة ميقاتي التي تعتبرها السعودية حكومة "حزب الله"، موضحاً أنّ كل الأجواء السعودية الآن تشير إلى أن لبنان سيكون في عزلة مع العرب.
وشدد الربيع على أنّ ما يجري مؤشر على إمعان لبنان في التغرّب عن العرب والاقتراب أكثر من المحور الإيراني، مشيراً إلى أنّ تداعيات ذلك ستكون صعبة جداً بالمعنى السياسي، الاقتصادي وحتى المالي.
وقال الربيع: "لا يمكن للسعودية أن تفكّر بالعودة الفعلية إلى لبنان إلاّ من خلال برنامج واضح يقوم على تصحيح السياسة الخارجية للدولة اللبنانية، واعتماد سياسة متوازنة مع العرب وتلتزم بمقررات جامعة الدول العربية وتبعد لبنان عن سياسة المحاور".
واعتبر المحلل السياسي أنّ زيارة السفير السعودي وليد البخاري لرئيس حزب القوات اللبنانية "سمير جعجع" مؤشر واضح للمكان الذي تقف فيه السعودية بأنّها تدعم القوى التي تتعارض مع "حزب الله" أو تخاصمه.