نداء بوست -جورجيوس علوش- السويداء
تحولت مدينة السويداء إلى ما يشبه الغابة بسبب انتشار السلاح بين أيدي المواطنين حيث بات من الصعب أن يمر يوم بدون حوادث مرتبطة باستخدامه بسبب الانتشار الكارثي للأسلحة.
ولقد بات واضحاً وجلياً تعامي نظام الأسد عن هذا الانتشار لا بل بات يسعى لتعزيزه وتمكينه لتتحول هذه المحافظة إلى واحة من الرعب يتجنب السوريون دخولها أو القدوم إليها.
ولسلطة الأسد غاياتها المعروفة والمكشوفة لتوطيد هذه الحالة، وذلك بهدف عزلها عن محيطها وإشغالها بمشاكل وفتن لا تنتهي.
وما أن تنفس الأهالي الصعداء بعد أزمة المخطوفين المفتعلة وما رافقها من ليلة لم تنقطع بها أصوات الانفجارات والقذائف والعيارات النارية الرشاشة حتىٰ استفاقوا على أخبار القتل التي طالت شباناً، حيث قاموا بمحاولة حل خلافاتهم ومشاكلهم بالأدوات الوحيدة المتوفرة بين أيديهم (السلاح).
أربعة قتلىٰ وجريحان في حالة خطرة حصيلة يوم دامٍ آخر وفي ثلاثة حوادث منفصلة، حصلت البارحة الأحد في السويداء بدأت بالعثور على جثة الشاب (رامي فايز عزي) في منطقة ظهر الجبل حيث قُتل برصاصتين غادرتين في الظهر، أثناء مزاولته لعمله في أرضه.
أما الجريمة الثانية فحدثت في بلدة قنوات إذ قام شخص من آل أيوب بإطلاق النار على الشاب (يزن قيصر) وتواردت الأنباء عن وفاته ليتبين أنه في حالة خطرة في أحد مشافي دمشق.
وعلى إثر الحادث قامت مجموعة تابعة لفصيل قوات الفهد في بلدة قنوات بمهاجمة منزل أيوب ومحاصرته ليتم قتله وإحراق منزله.
ولم تمضِ ساعات حتى تواردت أنباء من بلدة المزرعة بالريف الغربي للمحافظة عن اشتباك بين يافعين قضىٰ اثنان منهم مباشرة والثالث في المشفىٰ في حالة حرجة.
هذا الفلتان الأمني الذي تعيشه المحافظة وكثرة الفصائل والمجموعات والعصابات المسلحة التي تعمل بضوء أخضر من قبل الأجهزة الأمنية، بالإضافة للغياب المطلق للقضاء، جعل السويداء المكان الأخطر على حياة البشر في المناطق التابعة لسيطرة النظام.