نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
وجّه الائتلاف الوطني السوري، مذكرة قانونية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة عبد الله الشاهد، ورئيس مجلس الأمن للدورة الحالية السفيرة ليندا توماس غرينفيلد الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بخصوص مجزرة حي التضامن التي نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تفاصيلها.
وأشارت المذكرة إلى أن هذه المجزرة ليست الوحيدة، “فلقد عانى السوريون من آلاف الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد بشكل ممنهج، حيث لا يزال العديد من الجرائم المرتكبة وغير المكتشفة بعدُ طي الكتمان وبدون محاسبة ومساءلة مرتكبيها”.
وأكدت أن النظام “يسعى لطمس الأدلة، فضلاً عن محاولاته اليائسة الأخيرة لتحسين سمعته على المستوى الدولي، بالرغم من أن تقارير لجان التحقيق الدولية أكدت أنه لم يلتزم بتنفيذ القرارات الدولية وواصل سياسته الممنهجة في انتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”.
كما أشارت إلى أن النظام لا يعمل بمفرده، فهو يعتمد على دعم روسيا في مجلس الأمن وعلى الأرض في ارتكاب الفظائع ضد المدنيين.
ولفت الائتلاف إلى استمرار الهجمات الروسية في سورية وتزامنها مع هجمات مشابهة في أوكرانيا، مؤكداً أنه “أصبح لزاماً على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فعّال من أجل الوفاء بالتزاماته وواجباته في حماية السلم والأمن الدوليين وفقاً للمادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة”.
كذلك دعت المذكرة إلى عقد جلسة طارئة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الخطوات التي يتوجب اتخاذها لمساءلة النظام السوري، ونزع الشرعية الدولية عنه وإحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية في ضوء الأدلة الجديدة المنشورة في صحيفة “الغارديان” وأفعاله المستمرة في إبادة الشعب السوري.
وأيضاً دعت إلى إعداد مسودة قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، عملاً بقرار الجمعية العامة للاتحاد من أجل السلم رقم 377، يدعو النظام وروسيا إلى الوقف الفوري لأنشطتهما العسكرية ضد الشعب السوري، في ضوء قرار الجمعية العامة ضد غزو روسيا لأوكرانيا في آذار/ مارس الماضي.
وأكدت المذكرة على ضرورة الدعم العاجل لكافة الجهود المبذولة لتحقيق انتقال سياسي سلمي في سورية، من خلال التطبيق الكامل لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرار 2118 و 2254 وقرارات الجمعية العامة، بما في ذلك 262/67.
ونشرت صحيفة “الغارديان” أواخر شهر نيسان/ إبريل الماضي، تسجيلاً مصوراً يظهر قيام ضابط من قوات النظام السوري يدعى أمجد يوسف، بتصفية عشرات المعتقلين في حي التضامن ورميهم في حفرة ومن ثم سكب الوقود عليهم وحرقهم.
وأوضحت الصحيفة أن العنصر ينتمي إلى الفرع 227 التابع لجهاز الاستخبارات العسكرية، ويعود تاريخ ارتكاب هذه الجريمة إلى نيسان/ إبريل عام 2013.
ويظهر الفيديو مجموعة من المدنيين معتقلين لدى قوات النظام، معصوبي الأعين، ومكبلي اليدين، ويسيرون نحو حفرة حيث يقوم عناصر النظام بإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.
وقالت الصحيفة: “عندما انتهت عمليات القتل، لقي ما لا يقل عن 41 رجلاً مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن، وسكب قَتَلَتُهم الوقود على رفاتهم وأشعلوها ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب”.
وفي تعليقه على هذا الفيديو، قال مارتن تشولوف، مراسل صحيفة “الغارديان” في الشرق الأوسط: “هذا أفظع ما رأيته في الصراع السوري بأكمله، هذه اللقطات تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ 10 سنوات”.
الجدير بالذكر أن الباحثيْنِ اللذين أعدا التحقيق أنصار شحود وأوغور أوميت أونجور، العامليْنِ في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” في جامعة أمستردام، تمكنا من الإيقاع بالضابط أمجد اليوسف وحصلا على اعتراف مصور منه بجريمته.