نداء بوست -محمد جميل خضر- عمّان
عادت للواجهة تصريحات د. سناء قموة المديرة السابقة لمديرية مختبرات الغذاء والدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء، بعدما كررّت ما فجّرته قبل سنوات حول وجود مواد مسرطنة في القمح الذي يستورده الأردن، وفي الحليب والأرز والبقوليات والمكسّرات المستوردة.
تصريحات قموة الجديدة قبل أيام، والتي أحدثت صدمة للأردنيين وتباين في ردود الفعل ما بين نفي رسمي وذعر شعبي، جاءت في سياق شعورها بالمسؤولية، بحسب ما أكّدت لفضائيات وإذاعات ووسائل إعلام عديدة ومواقع التواصل المختلفة ومنصات الإنترنت.
وكانت قموة أوضحت دوافعها للاستقالة، وربطتها كلياً بعدم اقتناع المسؤولين "بأهمية الغذاء الآمن".
وفي تصريحات لقناة رؤيا، وقناة المملكة، وإذاعة "حياة اف ام" وغيرها، أكّدت قموة أنّ الرقابة على الغذاء في الأردن "لا ترقى لأن نقول إن غذاءنا آمن". كما تحدثت عن تهميش حملة الدكتوراه في مجالات كيمياء الغذاء والتخصصات المتصلة بسلامة الغذاء، والذي دفع معظمهم للخروج من المؤسسة العامة للغذاء والدواء، مشيرةً إلى أن خروجها من المؤسسة جاء بسبب التقييدات المفروضة عليها، إضافة لبعض التدخلات التي لم تستطع مجاراتها، وتحديداً في بعض المفاصل التي كانت تتعلق بسلامة المنتج المقدم للمواطن الأردني.
بالإضافة إلى كل ذلك، كشفت المديرة السابقة عن نوعية الحليب في الأردن، مؤكدةً على أن ما يصل مختبرات المؤسسة هو مستحضر "لا نستطيع الحديث عنه بوصفه حليباً، فنسبة البروتين فيه تختلف عما هي عليه في الحليب الأصلي" مضيفةً "هو ليس حليب بل مخلفات التصنيع في بلدانِ أُخرى، يضاف لها زيوت مهدرجة مسرطنة، وهو مستحضر رخيض الثمن يستخدم كأعلاف في دول أخرى".
واستغربت من عدم الاعتماد على الحليب الطبيعي رغم توفره بالسوق المحلي بكثرة. ولم تغفل د. سناء أيضاً في الحديث عن الأحماض الدهنية المؤكسدة التي تؤدي للسرطان، والموجودة في السمك الذي يستورده الأردن، وفي الأرز، والبقوليات، والمكسرات، وغيرها.
والصادم أيضاً، هو حديثها عن القمح المستورد والذي يحتوي على مركبات عضوية فسفورية تزيد 33 مرّة عن الحد المسموح به عالمياً، أمّا الأرز الموجود في السوق الأردنية، فيحتوي بحسب قموة، على مركبات عضوية فسفورية بنسبة تزيد 22 مرّة عن المسموح بها عالمياً، حيث استدركت "يمكن نقع الأرز (زعيم موائد الناس) بالماء لمدة نصف ساعة من أجل تخفيف هذه النسب المفزعة داخله".
وبما أن الأردن يستورد 85٪ من الغذاء الذي يأكله الأردنيون، تخلص قموة بالقول "يجب علينا الاستيراد بطريقة صحيحة ومن المصانعِ مباشرة"، و "إن كثيراً من الأمراض المنتشرة في مجتمعنا سببها الملوثات الكيميائية في الغذاء".