خاص – نداء بوست
أعلنت حركة "أحرار الشام" إحدى مكونات "الجبهة الوطنية للتحرير"، عن إعادة هيكلة مجلس قيادتها، وذلك في محاولة لوقف عمليات الانشقاق، الناجمة عن الاضطرابات الداخلية التي يشهدها التشكيل منذ أشهر.
وحصل موقع "نداء بوست" على بيان داخلي صادر عن قائد "أحرار الشام"، "عامر الشيخ"، اليوم الأحد، أعلن خلاله عن إعادة هيكلة مجلس القيادة، بهدف "الحفاظ على تماسك الحركة واستمرارها، ووقف موضوع الخروج عنها".
ونص قرار "الشيخ" على تشكيل مجلس قيادة مؤلف من "أحمد الدالاتي" الملقب بـ"أبي محمد الشامي"، والرائد "حسين العبيد" الملقب بـ"أبي صهيب"، و"باسل إبراهيم" الملقب بـ"أبي عبد الرحمن الغاب"، و"علاء الجودي" الملقب بـ"أبي عمر توبة"، و"أحمد جنيد" الملقب بـ"أبي بكر إدلب"، إلى جانب كل من "أبي سليمان الحموي" و"أبي عمر الساحل".
و"أحمد الدالاتي" هو نائب "الشيخ" في قيادة "أحرار الشام"، عمل في صفوف "جيش الإسلام" سابقاً، وخرج إلى الشمال السوري في عام 2015 والتحق بعد ذلك بالحركة، أما الرائد "حسين العبيد"، فهو مسؤول أركان الفصيل ونائب قائد الجناح العسكري سابقاً، وقائد الجناح حالياً.
وأما "باسل إبراهيم" فهو أحد أعضاء مجلس شورى "أحرار الشام" سابقاً، وقائد قطاع ريف حماة فيها، فيما شغل "أبو عمر توبة" قيادة أحد ألوية الحركة في منطقة "سهل الغاب" بريف حماة الغربي، وقائد اللواء الثالث حالياً، في حين عمل كل من "أحمد جنيد" و"أبو سليمان الحموي" في المكتب الأمني التابع للحركة، بينما يشغل "أبو عمر الساحل" قيادة قطاع ريف اللاذقية.
مصدر من داخل قيادة الحركة قال لموقع "نداء بوست" إن المجلس الجديد "هو على عكس المجلس القديم المؤلف من التنفيذيين"، موضحاً أن التشكيلة الجديدة "مناطقية وتراعي الكفاءة وتصلح الثغرات القديمة".
وعلى النقيض من ذلك، اعتبر مصدر من التيار الرافض للمجلس القديم، أن ما قام به "الشيخ" اليوم هو استرضاء للشخصيات التي تفكر بالانشقاق، بسبب وجود "أبو المنذر" في منصب قيادي، مضيفاً في حديثه لموقع "نداء بوست" أن "هذه الخطوة لم ترض أحد، وزادت من حالة الاستهجان، كونها أظهرت أن "الشيخ" أعلى من مجلس القيادة".
"أحرار الشام" ثمانية أشهر على الاضطرابات الداخلية
تشهد حركة "أحرار الشام" منذ 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اضطرابات داخلية وانقسامات تخللها بعض الانشقاقات وتفكير بعض المجموعات بالخروج من الحركة، وذلك بعد حالة الاستقطاب التي حصلت على خلفية تنفيذ قائدها السابق "حسن صوفان" محاولة انقلاب ضد "جابر علي باشا" الذي كان مكلفاً بقيادة الفصيل حينها.
وبدأت محاولة الانقلاب حين رفض قائد الجناح العسكري السابق النقيب "أبو المنذر" قرار قيادة الحركة بعزل المسؤول عن قطاع الساحل الملقب بـ"أبي فارس درعا"، وقام بالتنسيق مع "هيئة تحرير الشام" على منع دخول وخروج كوادر القيادة من منطقة الساحل دون إذن من "أبي المنذر" و"صوفان" و"أبي فارس درعا".
وفي 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، أصدر "أبو المنذر" و"العبيد" و"أبو فارس درعا"، بياناً طالبوا فيه بإعادة تنصيب "صوفان" كقائد عام للحركة، وهو ما وافق عليه الأخير ورحب به، في حين رفضه مجلس شورى "أحرار الشام" وعدد من القيادات العسكرية.
وعقب ذلك، وتحديداً في الثاني من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قامت قيادة "أحرار الشام" بإعادة هيكلة بنيتها التنظيمية واستبدال "مجلس الشورى" بمجلس قيادة عامة مؤلف من خمسة أشخاص هم: "أبو موسى الشامي" و"أبو عبد الرحمن الحمصي" و"أبو يحيى الحموي" و"أبو العز أريحا" و"أبو حمزة الحموي"، وقد قرر المجلس الجديد الإبقاء على "جابر علي باشا" في منصبه كقائد عام.
ولم تنهِ تلك الخطوات الخلاف داخل الحركة، حيث استمر الشرخ بين مكوناتها والانقسام إلى تيار موالٍ للقيادة متمثلة بـ"علي باشا"، وآخر داعم لـ"صوفان"، وفي مسعى لإنهاء هذه الإشكالية، قرر مجلس القيادة إبعاد كلا القياديين وتكليف "عامر الشيخ" بقيادة الحركة، على أن يشكل مجلس قيادة جديد يكون توافقياً بين طرفي النزاع.
وفي 28 نيسان/ أبريل الماضي، شكّل "الشيخ" مجلس قيادة جديد، ضم 12 شخصاً من بينهم كل من النقيب "أبو المنذر" ونائبه "حسين العبيد" و"أبو عمر الساحل"، وجميعهم من المحسوبين على التيار الذي حاول التمرد والانقلاب، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من قيادات الحركة ودفع بعضها للانشقاق أو التلويح به.
ويعتبر خروج "كتلة حمص" البالغ عددها 400 مقاتل وانضمامها لـ"الجبهة الشامية"، أحد أبرز الانشقاقات التي تعرضت لها الحركة بعد تلك الانقسامات، حيث اعتبر قائد الكتلة "أبو فيصل الأنصاري" أن "الشيخ" أبعد تيار "علي باشا" وسلّم تيار "صوفان".
وألمح عدد من قيادات الحركة بالخروج عنها رفقة أكثر من ألف مقاتل، في حال استمرار مجلس القيادة الذي يضم "رموز الانقلاب"، وأعلنوا تعليق عضويتهم في التشكيل إلى حين إيجاد حل وفقاً لاتفاق التاسع من كانون الثاني/ يناير الماضي والذي يقضي بإبعاد المسؤولين عن التمرد وعدم تكليفهم بمناصب قيادية.
يذكر أن الخلاف الرئيسي بين جناح "صوفان" والقيادة القديمة، هو تبني الطرف الأول لفكرة تشكيل مجلس عسكري مشترك مع "هيئة تحرير الشام" تكون قيادته للأخيرة، فيما يرى تيار "جابر علي باشا" أن التنسيق مع "الهيئة" يجب أن يقتصر على غرف العمليات المشتركة، وعدم الانخراط معها بشكل كامل، خاصة مع الأداء المتواضع الذي قدمته في معارك ريف إدلب الأخيرة.