خاص – نداء بوست
واصلت إيران نشر مذهبها الشيعي الاثنَيْ عشريّ في عدد من المحافظات السورية منها دير الزور وشرق محافظة حلب وجنوب محافظة الرقة، وذلك بدعم ورعاية كاملة من المؤسسات الإيرانية السياسية والثقافية والدينية في سورية.
وتعتمد إيران في نشر مذهبها وتعميق نفوذها عن طريق الاعتماد على شخصيات عشائرية أبرزهم المدعو "نواف البشير" شيخ قبيلة "البقارة" و"زهير خميس" شيخ عشيرة "الدمالخة".
وقامت جهات رسمية إيرانية عالية المستوى في نهاية حزيران/ يونيو 2021 بمشاركة شيخ "البقارة" وشيخ "الدمالخة" بتدشين حسينيات جديدة ووضع حَجْر الأساس لحسينيات أخرى، وتم افتتاح معاهد لتعليم اللغة الفارسية في قرية جنوب الرقة ومعهد في "مسكنة" شرقي حلب.
وبحسب مصدر خاص صرَّح لموقع "نداء بوست" فقد تم افتتاح مركز ثقافي ثانٍ في مدينة "البوكمال" بدعم من السفارة الإيرانية والملحقية الثقافية الإيرانية في دمشق، وقدمت السفارة الإيرانية عَبْر "نواف البشير" مبالغ مالية وصلت حتى 100 ألف دولار للوُجهاء والأعيان وشيوخ العشائر لاستكمال المشاريع الإيرانية وافتتاح دورات دينية وثقافية وترفيهية لأطفال شرقي حلب وجنوب الرقة وشرقي دير الزور".
وأكد المصدر الاهتمام الكبير لمختلف المؤسسات الإيرانية بما فيها العسكرية بكسب الحاضنة العشائرية شرقي سورية، وإجراء شخصيات قيادية من السفارة الإيرانية في دمشق ومن الملحقية الثقافية الإيرانية ومن قادة فيلق القدس زيارات ولقاءات لوُجهاء وأعيان هذه المناطق.
وكان الهدف من زيارات المسؤولين هو التحدث مع الأعيان عن احتياجاتهم وطلباتهم، ثم تقديم وُعود لهم بحل أي مشاكل تُواجِههم من خلال تواصُلهم المباشر مع السفارة الإيرانية في دمشق.
وقد تحول الاهتمام الإيراني إلى خطوات عملية على الأرض في الربع الأخير من حزيران/ يونيو 2021 في كل من "البوكمال" و"الميادين" في محافظة دير الزور، وفي قرى وبلدات جنوب الرقة، وفي بلدة "مسكنة" شرق حلب.
وقبل أيام عقد شيخ عشيرة "البكارة"، «نواف البشير»، عدة اجتماعات مع قيادات عسكرية وسياسية إيرانية في سوريا، لبحث زيادة التنسيق بين الجانبين، وتعزيز العلاقات مع الحلف الإيراني.
وقال مصدر خاص لموقع "نداء بوست": إن "البشير" تَواصَل مجدَّداً مع شخصيات إيرانية رفيعة المستوى، وأجرى في أواخر شهر حزيران/ يونيو الماضي، زيارة إلى سفارة طهران في دمشق، وعرض على الجانب الإيراني المساهمة في نشر التشيُّع وإقامة "الحسينيات" في دير الزور، مقابل زيادة الدعم المالي المخصص للميليشيا التي يقودها.
جدير بالذكر أن "البشير" أعلن في عام 2011 تأييده للثورة السورية، قبل أن يتراجع عن ذلك في عام 2017 ويعود إلى دمشق ويعلن أن موقفه الأول كان "تقديراً خاطئاً"، ومن ثَم توجه إلى دير الزور حيث شكَّل ميليشيا "أُسود العشائر" التي تدين بالولاء لإيران.